اللاذقية-سانا
دفعت العاصفة الثلجية التي ضربت سورية مؤخرا العديد من الفرق الشبابية لاطلاق حملات تطوعية تستهدف الفئات القاصرة عن تحمل تبعات البرد والصقيع ومساعدتها بسبل متنوعة لتجاوز آثار الظروف المناخية القاسية و ذلك عبر توزيع مستلزمات فصل الشتاء للأسر السورية المحتاجة فكانت حملة “منبرد سوا” التي أطلقها فريق “سورية الصمود” التطوعي والمستمرة حتى نهاية الأسبوع الحالي.
وحول الحملة قال علي ماوردي رئيس الفريق ان المرحلة الاولى للحملة بدأت في الثامن من الشهر الحالي عندما أقام الفريق وقفة تضامنية مع الأهالي المتضررين من العاصفة مختارا الكورنيش الغربي كمكان لاطلاقها حيث لم يرتد الشباب المشارك الكثير من الملابس الشتوية في اشارة للتضامن المعنوي مع المحتاجين والشعور بمعاناتهم في تلك الظروف المناخية الصعبة بعدها قررت المجموعة تطوير الحملة ونقلها الى مرحلة ثانية تشمل تجميع الملابس الشتوية المختلفة.
و قال.. نظرا لحاجتنا الى مقر للتوزيع فكان التعاون مع جمعية البشائر الخيرية التي لها باع طويل في المجال الاغاثي حيث استقبلونا في مقر جمعيتهم ومنحونا التسهيلات اللازمة لاتمام هذه المرحلة التي ستتطور لمرحلة لاحقة تشمل توزيع بطانيات وأغطية شتوية ليصار الى اتمام الحملة في الحادي والعشرين من الشهر الجاري باقامة وقفة تضامنية أخرى بعدد أكبر ومشاركة أوسع.
وأكد ماوردي ان الفريق مستعد لتلقي المساعدات طيلة ايام الاسبوع ليخصص كل يوم خميس للتوزيع الذي تحاول المجموعة ان يكون عادلا قدر الامكان وان يشمل الاشخاص المحتاجين فعلا حيث بذلت جهود شخصية من المجموعة للوصول للعائلات الاشد فقرا لتستفيد من الحملة اضافة الى الاستعانة بقاعدة البيانات التي تحوي اسماء العائلات المحتاجة التي قدمتها بدورها جمعية البشائر الخيرية .
أما على صعيد التبرعات فأوضح رئيس الفريق ان الحملة تتلقى فقط المساعدات العينية من ملابس شتوية مع امكانية اصلاح العطب في بعض القطع مشيرا الى ان صفحة الحملة على الفيسبوك تستقطب العديد من المشاركين والمتحمسين ولاسيما من فئة الشباب فالهدف الاساسي على حد قوله هو تعميم الفائدة ونشر ثقافة التعاضد الاجتماعي بين مختلف الفئات الاجتماعية.
ويضيف.. ساعدتنا العديد من الجهات الحكومية لاتمام التحضيرات اللازمة للحملة التي نسعى من خلالها الى دفع الشباب للمبادرة بشكل فردي او جماعي ومساعدة من يحتاج فالتوعية لاهمية التطوع في ظل الأزمات هو واحد من توجهات فريقنا لنترك أثرا إيجابيا على المجتمع .
كذلك أشارت رغدة الابراهيم المتطوعة من جمعية البشائر الخيرية الى ان وجودها في الحملة اضاف لها الكثير ولاسيما انها وضعت خبرتها التي تملكها في مجال العمل الاغاثي لخدمة الفكرة التي عمل عليها أكثر من 15 شابا وشابة ينتمون لفريق سورية الصمود وللجمعية في الوقت نفسه.
وتتابع.. قسمنا انفسنا لمجموعات تعنى بالاستلام والفرز والتوزيع والتسجيل كي نختصر الكثير من الوقت والجهد وتجاوزنا جميع الصعوبات التي اعترضتنا بروح الفريق وارادتنا القوية ومن المتوقع ان يستفيد من الحملة حوالي المئتي اسرة محتاجة وهو رقم معقول قياسا للمدة المخصصة للحملة التي تعمل الى جانب غيرها من الحملات فنحن لا نبحث عن التميز بقدر مانسعى للتكامل مع باقي المجموعات والفرق العاملة.
بدورها أوضحت سلافة البوش امينة سر جمعية البشائر أن احتضان الجمعية لحملة ” منبرد سوا ” يندرج في اطار عملها الدائم والمستمر لدعم جيل الشباب وإعطائهم الفرصة ليوظفوا جهودهم بما فيه خيرهم وخير المجتمع مؤكدة ان الجمعية سخرت كل اماناتها لدعم الحملة وهي ليست المرة الأولى التي تحتضن فيها أنشطة مشابهة .
وتضيف.. نحاول ان نشيع جوا أسريا خاصا بيننا وبين الفرق التطوعية المختلفة لتأسيس رابط متين يتيح المجال لتعاون مستقبلي مع الجميع مشيرة الى ان الجمعية وزعت في هذه الفترة المدافئ والحرامات والألبسة المتنوعة على المحتاجين اضافة الى وضع خبراتها لدعم انشطة مشابهة كحملة “منبرد سوا” ليكونوا بالطريق الصحيح ضمن العمل التطوعي الذي يحتاج دائما لارشادات الاشخاص الأكثر خبرة .
يذكر ان فريق سورية الصمود التطوعي قد تأسس في أيلول 2014 وشارك أعضاؤه بعدد من الحملات التطوعية والتوعوية اضافة الى دورهم في التوعية لمخاطر الإرهاب عبر أعمال مسرحية توجه للاطفال والشباب .
ياسمين كروم