حمص-سانا
تهدف مبادرة العمل اليدوي التي أطلقها فرع منظمة اتحاد شبيبة الثورة في حمص مؤخرا إلى تقديم شكل جديد من أشكال دعم اسر جرحى الجيش العربي السوري عبر إقامة سلسلة من الورشات الفنية المتخصصة في مركز الشهيد محارب الاحمد للأنشطة في حي الأرمن والتي تتيح للجريح بعد تعافيه او لأي من أفراد اسرته تعلم طرائق العمل اليدوي و اعادة تشكيل المواد التالفة لتحويلها الى أعمال ابداعية يصار الى تسويقها باستمرار لتشكل مورد رزق مستقبلي لهذه الاسر .
وتأتي هذه المبادرة و هي الاولى من نوعها على مستوى القطر كما أكد شحادة مطر أمين فرع الشبيبة في حمص لتؤكد على الدور المهم للمنظمات الشبابية في صوغ صورة إيجابية للتضافر المجتمعي على مستوى الافراد و المؤسسات و بالتالي وقوف الجميع صفا واحدا خلف أبطال الجيش العربي السوري لمواجهة الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية.
وتقوم المبادرة في جوهرها كما ذكر على مجموعة من الانشطة الفنية الموجهة الى جرحى الجيش العربي السوري لتعليمهم عددا من الحرف كتشكيل الخشب و النحت و الرسم و الأشغال اليدوية عبر دروس وورشات عمل يشرف عليها أساتذة مختصون و تمكن الجريح بعد اتباعها من صنع العديد من المجسمات و الاشكال و اللوحات الفنية بنفسه تمهيدا لامتهان هذا العمل الابداعي و الاستفادة منه في تأمين دخل مادي مقبول له و لأسرته.
و قال امين الفرع.. لا بد من الاشارة هنا إلى أهمية تفعيل العمل الشبيبي في جميع المجالات والتشبيك مع مؤسسات المجتمع الأهلي والجمعيات الخيرية إلى جانب المؤسسات الحكومية وتقديم المقترحات التي من شأنها تطوير واقع هذا العمل بما يسهم في تعزيز دوره البناء في المجتمع وخاصة ان الشباب السوري برهن عبر مبادراته الخلاقة خلال اربع سنوات من الحرب على الارهاب انه رديف أساسي لجنود الجيش العربي السوري.
وحول المبادرة ونشأتها وأهدافها أوضح علي عباس رئيس مكتب الاعلام والمعلوماتية في الفرع أن الفكرة انبثقت نتيجة التواصل المستمر لشباب حمص مع جرحى الجيش العربي السوري و تقصي احتياجاتهم و سبل تقديم المساعدة لهم وفق ما هو متاح من امكانات فكانت هذه المبادرة الساعية الى دعم الجرحى و أسرهم بما يعزز دور المجتمع الأهلي في بلسمة جراح من قدموا الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن عزة ومنعة سورية.
أما آلية العمل في المشروع فتقوم كما يقول الفنان التشكيلي أحمد رمضان العلي المشرف على التدريبات الفنية على إعادة تأهيل وتدوير المواد التالفة كالبذور والقطع الخشبية و النحاسية والمعدنية لصنع لوحات فنية يمكن الحصول من خلالها على دخل للجرحى ويتم ذلك عبر دروس متخصصة تشترك فيها مجموعات من جرحى الجيش العربي السوري لصقل قدراتهم و اخراج المواهب الكامنة لديهم و بالتالي تحري الافق الفني لكل منهم بما يحثه على الابداع في العمل اليدوي.
ورأى الجريح كامل الشاويش أن هذه المبادرة الشبابية هي تأكيد على قدرة الشباب السوري على تقديم الأفكار الخلاقة والتي من شأنها مساعدة الآخرين منوها بالدور المهم للمنظمة وبالأنشطة والفعاليات الوطنية التي تنفذها على امتداد ساحات الوطن داعيا إلى الاستمرار في دعم هذه المبادرة وغيرها من المبادرات المماثلة لاشراك جميع أفراد المجتمع و دفعهم الى تولي واجباتهم تجاه الوطن.
أما الجريح عبد الكريم محمد فأكد انه متفائل جدا بانطلاقة هذا العمل الذي يسعى و رفاقه لإنجاحه لما ينطوي عليه من فكرة نوعية تجتذب المشاركين و تحرض العمق الابداعي لديهم و الذي يمكن له ان يولد الكثير من الاعمال المتميزة و لذلك تسعى المجموعة للالتزام الكامل بالورشات التدريبية و الاستفادة منها بالدرجة القصوى موجها الشكر لشبيبة حمص لما تقوم به من نشاط نوعي بناء.
هنادي ديوب