الشريط الإخباري

محافظة القنيطرة تستعيد نبض الحياة والخدمات

القنيطرة-سانا

على امتداد أوتوستراد طريق السلام دمشق القنيطرة المحررة معالم توثق بعض ما جرى طيلة سنوات عشر من الحرب العدوانية على سورية والأكثر منها مظاهر عودة الحياة إلى البيارات والبساتين والحقول الممتدة على جانبي الطريق.

مشاهد المزروعات وأشجار الزيتون المنتشرة بين المسطحات المائية المطرية على امتداد الريف الشمالي للمحافظة وأصوات المعاول في الأرض الزراعية كلها تؤكد أن الحياة تعود بخطى متسارعة الى هذا الريف المحرر من الإرهاب.

في قرية أوفانيا يقول المدرس علي ياسين إنه منذ عودة الحياة الطبيعية إلى المنطقة عام 2018 اندفع الأهالي للمساعدة في تأهيل المدارس ومن ثم إرسال أبنائهم لتعويض ما فاتهم وبدأ الفلاحون العمل في حقولهم وأراضيهم الزراعية وعاد العمال إلى معاملهم ومحالهم التجارية ويلحظ الزائر إلى المنطقة العودة المتسارعة لجميع القطاعات ويلمس إصرار الناس على إعادة الحياة الطبيعية إلى قراهم وبلداتهم.

ويشير ياسين إلى توفر الخدمات في قرية أوفانيا ومنها المياه والكهرباء والمدارس لافتاً إلى أن الحصار الجائر المفروض على سورية تسبب بارتفاع ثمن البذور وأدوات الزراعة وقلة المحروقات.

وعملت وحدات الهندسة في الجيش العربي السوري بالتعاون مع الجهات المختصة والأهالي على تمشيط الأراضي الزراعية ومداخل القرى والبلدات ومحيطها لإزالة العبوات الناسفة والألغام التي زرعها الإرهابيون حفاظا على حياة الأهالي ومساعدتهم في العودة الآمنة إلى أراضيهم وأعمالهم الزراعية والرعوية.

المهندس أحمد شحادة بكر يلفت إلى أن المواطنين المعروفين بحبهم لأرضهم وتعلقهم بها بدؤوا منذ اليوم الأول لعودتهم بإعادة الحياة إلى طبيعتها بعد عودة الأمن والأمان إلى المنطقة.

وعن تعاون الأهالي وانخراطهم في العمل لتأهيل البنى التحتية في المنطقة يشير أحمد ديب قاسم من أهالي قرية طرنجة إلى أن أهالي القرى تعاونوا مع عمال شركة الكهرباء لإعادة الشبكة الكهربائية والمياه والمدارس مبيناً أن كل الجهود التي بذلت كانت “تصب في خدمة مستقبل أبناء المنطقة بالدرجة الأولى وقد تكللت تلك الجهود بعودة معظم المهجرين إلى قراهم وبلداتهم”.

ولتأمين الاتصالات أشار المهندس عدنان بكر مدير فرع اتصالات القنيطرة في تصريح لـ سانا من مركز اتصالات جباثا الخشب إلى أنه تم الانتهاء من تأهيل المركز في أواخر عام 2020 وبعد حصر الأضرار الموجودة تمت إعادة تأهيل البناء وتمديد الشبكات وتركيب التجهيزات لافتاً إلى أن سعة المركز 864 خطاً و512 بوابة” مع الإشارة إلى ضرورة زيادة سعة المركز من الخطوط والبوابات لتخديم جميع الأهالي.

وأضاف بكر إن المركز يخدم إضافة إلى جباثا الخشب قرية طرنجة ومنطقة الكسارات وسابقاً كان يخدم منطقة مزارع الأمل وفي حال توافر الإمكانات الفنية والتجهيزات اللازمة سيتم تخديمها مجدداً.

المنشآت المتخصصة بتأمين مستلزمات تربية الدواجن عادت هي الأخرى إلى العمل في ريف القنيطرة المحرر من الإرهاب حيث يقول أحمد موسى سامية وهو مربي دواجن “رجعنا إلى أرضنا منذ حوالي ثلاث سنوات وأصررت على استمرار العمل وتربية الدواجن وقمت بافتتاح منشأة لتجهيز الأعلاف” لافتاً إلى أنه رغم الدعم الحكومي لهذه المهنة إلا أن الأسعار المرتفعة للأعلاف بسبب تحكم بعض التجار باستيراد الأعلاف تسببت بتوقف العديد من المربين عن العمل متمنياً “تشديد الرقابة على التجار وإجبارهم على التعامل بالسعر الرسمي للأعلاف”.

بعنفوان الأهالي الذين صمدوا في وجه العدو الإسرائيلي وأصروا على العمل في أرضهم على بعد أمتار من الشريط الشائك مع الجولان المحتل يرى المواطن أحمد حسن من جباثا الخشب أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها في القرية جراء توافر الخدمات كما أن أهالي القرية مصرون على إعادة الحياة الطبيعية رغم وجود بعض الصعوبات جراء الحصار المفروض على سورية والذي أدى إلى البطء في توفير بعض المستلزمات الضرورية للزراعة ولا سيما الأسمدة والمحروقات.

وانضمت بلدة جباثا الخشب إلى القرى والبلدات المحررة والخالية من الإرهاب في الـ 31 من تموز عام 2018 وذلك بعد تسليم الإرهابيين الرافضين للتسوية أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة وإخراجهم مع عائلاتهم إلى شمال سورية.

وفي ساحة قرية جباثا الخشب تتجلى صور عودة الحياة إلى طبيعتها حيث المحال التجارية مفتوحة والمواطنون يتوافدون على منفذ السورية للتجارة للحصول على مخصصاتهم من المواد التموينية على البطاقة الذكية وفي هذا السياق يقول رئيس مجلس البلدة طارق مريود “منذ عام 2018 عادت الحياة تدريجيا إلى البلدة وعادت معظم الخدمات من ترميم المدارس وتأهيل المقسم وشبكات الكهرباء والمياه وعاد معظم المهجرين ومنذ عودتهم بدؤوا العمل في حقولهم ومنشآتهم ومحالهم”.

نواف محمد بكر مختار قرية أوفانيا يرى أن المعاناة التي عاشها الأهالي نتيجة وجود الإرهاب انتهت إلى غير رجعة منذ إعادة الأمن والأمان إلى المنطقة منذ أكثر من عامين لافتاً إلى أن سكان المنطقة يتميزون بعشق العمل والأرض وهذا انعكس إنتاجاً وفيراً وتوسعاً في مساحات بساتين الزيتون والأشجار المثمرة وزيادة في المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية وغيرها.

وبعد تطهير الجيش عدداً كبيراً من القرى والبلدات تم التوصل في تموز عام 2018 لاتفاق ينص على خروج الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى إدلب وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء في مناطقهم وعلى عودة الجيش العربي السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل عام 2011.

انظر ايضاً

الخيول العربية الأصيلة في القنيطرة.. موروث تاريخي وجهود كبيرة للحفاظ عليها والتوسع بإنتاجها

القنيطرة-سانا سنوات طويلة مرت على تربية الخيول العربية الأصيلة في محافظة