الشريط الإخباري

القاص عبد الكريم السامر لـ سانا: الكتابة نتيجة انفعال صادق

دمشق-سانا

بإحساس صادق معتمداً على الجمع بين الأصالة والحداثة في تعبيره عن انعكاسات الواقع يكتب الأديب عبد الكريم السامر قصته القصيرة والقصيرة جداً.

وفي حديث لـ سانا قال السامر إن القصة القصيرة جاءت نتيجة مجموعة من الظروف المحيطة وأهمها سرعة القراءة التي جعلت القارئ يبتعد عن كل كتابة يكون حجمها كبيراً وبسبب الظروف أصبحت القصة القصيرة جداً أكثر قرباً بالقراءة من الأجناس الأخرى لأن المراحل المحيطة بالإنسان كالعولمة وغيرها أوجدت هذا التنافس.

وبين السامر أن القصة القصيرة جداً تحاول مواكبة التنافس والسباق المادي والحضاري والفكري والإبداعي ولا سيما أن هناك عزوفاً كبيراً عن القراءة في الأجناس الأدبية الأخرى التي تأخذ وقتاً طويلاً بسبب الانشغال بالتقنيات الأخرى.

وأشار السامر إلى أن القصة القصيرة جداً تعتمد في كتابتها على قصر حجمها وإيحائها المكثف والإيجاز بالإضافة إلى الرمزية بنوعيها المباشرة وغير المباشرة وبالإضافة إلى التلميح والاقتضاب والتجريب والاختزال وميزة التصوير البلاغي الذي يبتعد عن السرد المباشر.

وقال السامر إن القصة القصيرة جداً لا تغني عن الشكل الآخر من القص لأن لكل منهما صفاته وأساليبه وتقنياته ولو تتبعنا ما أطلق على جنس القصة القصيرة جداً لوجدنا الفارق الكبير بين القصة القصيرة والقصيرة جداً فالقصة القصيرة جداً أطلق عليها مصطلحات كثيرة مثل الومضات والمقاطع وملامح قصصية أما القصة القصيرة فهي في شكلها الذي أخذته ولكل منهما مكانته الإبداعية.

ورأى السامر أن للانفعال تأثيراً كبيراً في الكتابة لأنه يأخذ كاتبه إلى مساحات مختلفة ليست موجودة في حالات الهدوء والواقع الذي يعيشه الكاتب وما يحسه من إرهاصات فكرية وتشنجات نفسية تؤثر أيضاً بالكتابة وترتبط بمزاج الكاتب.

وحول التراجع في الأدب بشكل عام والقصة بشكل خاص أوضح السامر أنه لا يوجد تراجع في القصة والأدب ولكن يمكن أن يكون هناك حضور لنمط كتابي آخر يطغى على الأنماط الأخرى من الأدب ففي القرن العشرين كادت الرواية أن تلغي باقي الأجناس الأدبية بسبب حضورها الكثيف ولمعت أسماء مثل يوسف إدريس وغيره لكنه بعد ذلك يوسف إدريس بالذات قال أنا أجد نفسي بالقصة لأنها أكثر سرعة في الكتابة والوصول إلى الناس.

ووفق السامر فإن كل جنس من الأجناس الأدبية سيواجه مواقف النقاد والدارسين وهذا ما حصل مع القصة القصيرة جداً فمنهم من أراد طمسها وعدم الاعتراف بها متذرعا بالدفاع عن الأصالة والتخوف من الحداثة والتجريب الجديد في الوقت الذي رحب بها نقاد حداثيون وأعطوها حيزاً من تفكيرهم ولكن في النتيجة الأدب الذي يمتلك فناً وقدرة وإبداعا سيثبت وجوده.

يذكر أن الأديب عبد الكريم السامر عضو اتحاد الكتاب والأدباء العرب وعضو اتحاد الكتاب والأدباء العراقيين وترجم عدد من كتاباته إلى الإنكليزية ومن أعماله المشهورة في القصة القصيرة جداً ثلاثية الشجرة وفي الدراسة والنقد لاعبو السرد وكتاب السرد وله كتب في الترجمة عن الإنجليزية أيضاً ومؤلفات كثيرة أخرى.

محمد خالد الخضر

انظر ايضاً

الأديب غسان حورانية: مواقع التواصل سبب الفوضى.. على الرقابة عدم رفض النص الفكري برمته

دمشق-سانا يكتب الأديب غسان حورانية القصة والأجناس الأدبية بانفعال وجداني صادق يعكس من خلالها هموم …