أنقرة-سانا
كشفت صحيفة “توديز زمان” التركية أنه بعد أن نفذت الشرطة التركية في كانون الأول من عام 2013 عملية استهدفت الفساد الحكومي واعتقلت في إطارها عدداً من رجال الأعمال وأبناء بعض الوزراء انتقم رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وحكومته منهم وقاموا بتشتيت ونقل ضباط الشرطة المتمتعين بخبرة في مجال الاستخبارات والعمليات وضباط وحدات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في اسطنبول وعينوا بدلاً منهم ضباطاً يفتقرون إلى الخبرة الكافية .
وذكرت الصحيفة أن ممالا شك فيه أن عملية تفريق ونقل ضباط الشرطة ذوي الخبرة من إسطنبول قد اوجدت فجوة أمنية كبيرة صبت
في صالح منظمات المافيا والشبكات الإرهابية وعلاوة على ذلك فإن بعض المعينين الجدد في مناصب هامة بشرطة إسطنبول مرتبطون بشبكات وعصابات المافيا والمنظمات المتعاطفة مع تنظيم القاعدة.
وأضافت الصحيفة أن السلطات الأمنية في إسطنبول شنت عمليات لا تعد ولا تحصى ضد ضباط الشرطة والمؤسسات الإعلامية ورجال الأعمال وغيرها للانتقام نيابةً عن أردوغان من أولئك الذين أشرفوا على التحقيقات التي كشفت عن تورطه هو والدائرة المقربة منه في ممارسات الفساد كما طالبت حكومة حزب العدالة والتنمية ضباط الشرطة المعينين حديثاً بالتركيز على الحملات والعمليات ضد عدوها الجديد جماعة عبد الله غولن بدلاً من المنظمات الإرهابية .
وأوضحت الصحيفة أن هذا الوضع الأمني المنغلق في تركيا تمخض عنه وقوع تصفية حسابات كبيرة بين عناصر شبكة مافيا أسفرت عن مقتل اثنين في قلب إسطنبول خلال الشهر الماضي إضافة إلى هجومين إرهابيين وقع أحدهما في قصر دولما بخشه إحدى الوجهات السياحية المشهورة والأخر كان هجوماً انتحارياً استهدف مركز الشرطة في منطقة السلطان أحمد التاريخية في إسطنبول.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة التركية فشلت في منع وقوع الهجمات الإرهابية وذلك لأن ضباط الشرطة من ذوي الخبرة في مجال المنظمات الإرهابية تم نقلهم أو إبعادهم كجزء من عملية انتقام أردوغان ولم يكن عناصر الشرطة الجدد قادرين على تتبع تلك المنظمات الإرهابية.
وتابعت الصحيفة أنه وفي إشارة إلى عجز إدارة شرطة اسطنبول عن منع وقوع مثل هذه الهجمات ينبغي للمرء أن يتذكر أن أسماء الإرهابيين الذين نفذوا الاعتداءات كانت معروفة للشرطة ولكن الشرطة لم تتمكن من منع الهجوم مشيرة إلى أنه قبل عشرين يوماً من الهجوم الإرهابي زود حساب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر متابعيه بمعلومات عن اسم الإرهابي مؤكداً للناس أن شرطة إسطنبول تعرف أسماء الإرهابيين وأهدافهم.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من هذه المعلومات فشلت الشرطة في منع الهجوم على قصر دولما بخشه وفي نفس اليوم الذي وقع فيه الهجوم تبادل خبراء الإرهاب معلومات تشير إلى أن الهجوم التالي سيكون هجوماً انتحارياً بل حتى أعطوا أسماء المهاجمين الانتحاريين المحتملين بينهم امراة وكما هو المتوقع فإن الهجوم وقع وأسفر عن مقتل ضابط شرطة وإصابة آخرين في غضون أسبوع واحد فقط وباءت التدابير الأمنية لشرطة إسطنبول بالفشل.
وقالت الصحيفة أن الأسوأ من ذلك فإن إدارة شرطة إسطنبول تقاسمت مع وسائل الإعلام اسم الإرهابية الانتحارية ولكن تبين فيما بعد أن الاسم خطأ، ما أظهر عجزها عن تحديد اسم الانتحارية بشكل صحيح.
وختمت الصحيفة بالقول إنه وفي ظل هذه الظروف ينبغي التأكيد بأن الأمن بات المشكلة الأكبر لمدينة إسطنبول فالشرطة عاجزة عن الحفاظ على الأمن حتى أصبحت عصابات المافيا والمنظمات الإرهابية وتجار المخدرات واللصوص تعمل بحرية كاملة في حين أن المداهمات الوحيدة التي تنفذها الشرطة في البلاد هي تلك التي تستهدف معارضي أردوغان فقط.
يذكر أن حزب الشعب الجمهوري التركي أكد أن تركيا تتجه في ظل نظام أردوغان نحو ديكتاتورية بسرعة هائلة فهي تعتبر البلد الأول عالميا في قمع الصحفيين وسجنهم وفق تصنيف لجنة حماية الصحفيين الدولية حيث يقبع 76 صحفيا فى السجون التركية وطالب الحزب بسجن أردوغان بتهمة دعم وإيواء التنظيمات الإرهابية في تركيا.