بيروت-سانا
سخر الكاتب الأردني ناهض حتر من التظاهرة المليونية التي شهدتها باريس ضد الإرهاب مبينا أن هذه التظاهرة تمثل مشهدا كاريكاتوريا لأن مئات ألوف الفرنسيين المذعورين اصطفوا وراء الإرهابيين القادة وفي مقدمتهم فرانسوا هولاند ونتنياهو.
واعتبر الكاتب في مقال نشرته اليوم صحيفة الأخبار اللبنانية بعنوان “مليونية باريس أين بندر والجولاني وعلوش” ان العواصم الغربية بلغت “أدنى درجات الانحطاط” في تاريخها لإقدامها على التحالف العضوي مع التكفيريين الطائفيين الإرهابيين الذين يعتبرون سلاحها الأقوى والأرخص لتدمير المقاومين في العالم العربي واستهداف روسيا وإيران.
وأبدى الكاتب الأردني سخريته من المشاركات في هذه التظاهرات التي جمعت الزعماء الداعمين للإرهاب قائلا ..حين يتصدر رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس حكومة نظام رجب طيب اردوغان المسيرة الجمهورية ضد الإرهاب” يكون السؤال مشروعا بل ملحا عن سبب غياب متزعم جبهة النصرة الإرهابي أبو محمد الجولاني ورئيس الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان الذي وصفه بانه رئيس الإرهابي زهران علوش متزعم التنظيم الإرهابي المسمى “جيش الإسلام”.
وشدد الكاتب الأردني على أن فرنسا قامت بدور بارز في إيجاد الإرهاب وتغذيته على مدى أربع سنوات حيث تابع رئيسها الحالي هولاند سياسات سلفه نيكولا ساركوزي القائمة على استخدام التنظيمات التكفيرية الإرهابية لتحقيق أوهام استعادة الاستعمار الفرنسي في سورية وحين استنفرت المخابرات الفرنسية منذ عام 2011 كل قواها لتصنيع وتأهيل وتلميع معارضين سوريين مرتبطين بها وأنفقت أموالا وهربت أسلحة وقدمت الدعم السياسي والإعلامي للمسلحين في سورية وتمنعت علنا عن منع “المجاهدين الفرنسيين” من السفر إلى سورية عبر تركيا.
وأكد ان دور فرنسا في السنوات الأربع “الكئيبة” لما يسمى “الربيع العربي” إضافة إلى ماضيها الاستعماري الفرنسي الطويل بكل جرائمه البشعة على مر التاريخ كفيل بوصمها كدولة إرهابية ليس على صعيد إرهاب الدولة فقط بل عن دولة تستخدم الإرهابيين كأداة في السياسة الخارجية والآن بدأ الوحش بنهش صاحبه وهو ما يحتاج إلى تضامن عالمي مع أحد صانعي الوحوش الإرهابية.
واستهجن الكاتب حتر إصرار الحكومة الفرنسية على التمسك بهدف إسقاط الدولة السورية بأي ثمن يدفعه الشعب السوري لكن كان ما سوف يكون بالضرورة صار على الفرنسيين أن يواجهوا هم أيضا القتل على أيدي الجماعات التي دعمها حكامهم.
وخلص الكاتب الأردني إلى القول ان فرنسا تثير الشفقة حقا فكل مؤامراتها وتدخلاتها وجرائمها والأثمان التي تدفعها لقاء سياساتها الوحشية لن تنشلها من وضعها الدوني كدولة من الدرجة الثانية لأن الأميركي سيأتي في النهاية بما لديه من قدرات وبراغماتية لكي يحصد نتائج أعمال حلفائه الصغار كفرنسا وتركيا والسعودية وآخرين.