دمشق-سانا
مؤلفاته طوال عقود من الزمن تشهد له دأبه على إخراج ما تضمه اللغة العربية من كنوز في نحوها وصرفها وتراثها الغني الذي عمل عليه دراسة وتحقيقا ليعد الباحث الدكتور الراحل عبد الإله نبهان أحد كبار الباحثين اللغويين العرب فضلا عن جهوده العلمية في تدريس العربية بجامعات سورية وعربية.
الدكتور نبهان الذي غيبه الموت في الـ 26 من تشرين الأول الماضي إثر إصابته بفيروس كورونا عن عمر ناهز الـ 75 اختير عضوا أصيلا في مجمع اللغة العربية بدمشق عام 2009 نظرا لجهوده الفريدة في البحث والدراسة حيث قال عنه الدكتور مروان المحاسني رئيس مجمع اللغة.. “كان الراحل واحدا من الذين أرادوا خدمة العربية على جميع الاصعدة لإعادة موقعها بعد توضيح حقائق تفردها وكشف إمكان الإفادة من تراثها العريق في خدمة ثقافة عربية تتماشى مع متطلبات الحداثة وتفتح الأبواب واسعة لمسايرة التطورات العالمية السريعة فترك آثارا علمية تضمنتها مؤلفاته البارزة إلى جانب إنتاجه الواسع في مجالات تحقيق المؤلفات التراثية”.
ومن كلية الآداب بجامعة البعث حيث عمل الراحل على تدريس الطلبة طوال 30 عاما أوضح عميدها الدكتور طلال الخليل أن نبهان امتاز بتبحره الواسع في علوم اللغة العربية ومعرفته العميقة بأعلام اللغة وبمؤلفاتهم مؤكدا أنه كان موسوعة علمية بامتياز اضافة الى تواضعه ومحبته لزملائه وطلابه على حد سواء فكان مكتبه ملتقى لكل طالب علم ولكل صاحب مشورة إضافة إلى رحابة صدره واتزانه في المناقشات العلمية وعمق ملاحظاته ودقتها وآرائه الصريحة الصادقة.
ومن طلاب الراحل قالت الدكتورة خديجة الدالاتي التي أشرف نبهان على رسالتها لنيل درجة الدكتوراه قبل 8 أعوام.. “عرفناه معلما هادئا متسامحا حمل الامانة باخلاص واعطى للحياة ولمن حوله جهده وخبرته وتجربته وحبه لهم.. تمتع بدماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب والتواضع الذي زاده احتراما وتقديرا ومحبة في قلوب الناس والطلاب” مؤكدة أنه ما كان يعصى عليه شيء في اللغة والنحو والتأليف والتحقيق العلمي الدقيق وأن ما قدمه إلى لسان الضاد سيبقى عصياً على الفناء.
ولم يكن الراحل بصدره الرحب أبا فحسب وفقا لنجله الدكتور مصعب نبهان بل كان الصديق والأستاذ والمدرسة الكبرى التي تحضن وتربي والمثل الأعلى بالمحبة والوفاء لأساتذته وأصدقائه وعلماء العربية وحملة ألويتها وصاحب الصورة الأنصع في التواضع واحترام الاخرين والقدوة الاولى في حب العلم والمطالعة شغوفا عاشقا لمكتبته لا يشغله عنها شاغل متمنيا الحفاظ على الإرث العلمي والثقافي الذي تركه ليكون مصدراً علميا مهما لكل محبي العربية.
شذى حمود