تعالي أصوات لإقرار مشروع قانون يجرم الاستعمار الفرنسي في الجزائر

الجزائر – سانا

يحفل تاريخ فرنسا الاستعماري بالانتهاكات التي تمثل عداء واضحاً لشعارات “قيم الحرية” التي تدعيها وترفعها فرغم جرائمها رفضت باريس مجدداً الاعتراف بمجازرها ضد الإنسانية في الجزائر إبان حقبة الاحتلال والاعتذار عنها وسط حالة من السخط والاستنكار لدى الجزائريين.

إعلان الإليزيه صراحة رفضه الاعتراف بالجرائم الوحشية لفرنسا خلال حقبتها الاستعمارية المدمرة للجزائر جعل الأصوات تتعالى من قبل نواب البرلمان الجزائري لإقرار مشروع قانون يجرم الاستعمار الفرنسي ويلزم باريس تقديم تعويضات عن جرائمها خلال حقبة الاحتلال.

النائب في البرلمان الجزائري كمال بلعربي مقترح “مشروع قانون تجريم الاستعمار” قال في تصريحات صحفية إن بيان الرئاسة الفرنسية تضمن إعلاناً فرنسياً صريحاً برفض تقديم أي اعتذار رسمي باسم الدولة الفرنسية للجزائر عن جرائمها خلال فترة الاستعمار وكذلك التقرير الذي أعده المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا عن “كيفية معالجة ملف الذاكرة” فيه استفزاز سياسي جديد ومحاولة لمصادرة الحق التاريخي للجزائر.

وأضاف بلعربي “إن هذا الموقف يؤكد مرة أخرى سوء نيات فرنسا وتنصلها من كل الجرائم الفظيعة التي شهدتها الجزائر وعمليات نهب طويلة لثرواتها وعن الآلاف الذين ما زالوا حتى اليوم يتعرضون للألغام المزروعة على طول الحدود علاوة على الآثار السامة للتفجيرات النووية ..  الرئيس الفرنسي يسعى لاستغلال هذا الحدث انتخابياً لاستقطاب أصوات اليمين المتطرف الذي يتصاعد حضوره في فرنسا”.

وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وصف قبل انتخابه استعمار بلاده للجزائر الذي استمر 132 عاماً بأنه جريمة ضد الإنسانية لكنه تراجع سريعاً عن تصريحاته بعد أشهر من توليه منصب الرئاسة.

القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني ابراهيم بولحية قال “إنه لم يكن يوماً هناك أمل بأن فرنسا ستعترف بجرائمها في الجزائر وآخر محاولة هي ما قام به الرئيس الفرنسي ماكرون عندما عين المدعو بنيامين ستورا وخرج بتقرير هزيل بعيد عن الواقع وعن الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها فرنسا”.

كتاب ومثقفون جزائريون اعتبروا أن رفض فرنسا الاعتذار والاعتراف بجرائمها سيبقى جرحاً نازفاً في الذاكرة الجماعية الجزائرية وسيحول دون بناء علاقات حقيقية بين الشعبين .

صحيفة لوموند الفرنسية أقرت بدورها أنه رغم مضي ستة عقود ما زال موضوع الاستعمار الفرنسي يسمم علاقات باريس مع الجزائر معتبرة أن الخروج مما وصفته “صراع الذاكرة” أضحى أكثر من أي وقت مضى ضرورة سياسية وأن التصدعات الاجتماعية تتزايد في “عاصمة الفن والموضة” بينما يصر ماكرون هذه المرة على مواجهة جزء من كتلته الانتخابية المحتملة وهي قواعد اليمين بسلسلة من الإنكار والأكاذيب.

وارتكبت قوات المحتل الفرنسي جرائم قتل شنيعة بحق الشعب الجزائري إبان الحقبة الاستعمارية ولا سيما في يوم الـ8 من أيار عام 1945 حيث قتلت القوات الفرنسية أكثر من 45 ألف شهيد جزائري وفق الأرقام الرسمية خرجوا حينذاك في مظاهرة سلمية للمطالبة باستقلال بلادهم.

 نضال السويداني

انظر ايضاً

الجزائر: العدوان الإسرائيلي على إيران انتهاك سافر لسيادة الدول وخرق صارخ لميثاق الأمم المتحدة

الجزائر-سانا أدانت الجزائر العدوان الإسرائيلي الذي استهدف فجر اليوم مواقع عدة في إيران، مؤكدة أنه …