دمشق- سانا
تأتي نصوصه الشعرية مغرقة في الشفافية والصور وبلغة منسابة يقدم عبرها الشاعر قصي عطية رؤيته لقصيدة النثر والتي يؤكد أنها تمتلك أسسا وضوابط ومنهجا لكتابتها.
ويسعى عطية لأن يعبر عن مكنوناته بأسلوب إبداعي بعيد عن التقليد لأنه حريص على أن يقدم نتاجه بشكل غير مألوف دون أن يتخلى عن المستوى الفني للنص.
وحول نظرته للشعر يقول عطية في حديث مع سانا.. “الشعر عالم بهي يقوم على أن تمتلك ما لا يمكن امتلاكه في الواقع كما أنه بحث في عمق الوجود والأشياء والذات الإنسانية والقبض على لحظة هاربة والغوص عبر اللغة إلى مكنونات المبدع للتعبير عن عالم بعيد وتحقيق رغبة في تجميل القبح الموجود في الواقع”.
وحول اتجاهه لكتابة قصيدة النثر دون غيرها يبين عطية أن الشعر العربي مر بعدة مراحل ومفاصل أساسية بدءاً بالعمودي ومروراً بالشعر الحر وشعر التفعيلة وليس انتهاء بقصيدة النثر مؤكدا أنه يكتب هذا النوع الذي يجد في فضائه المتسع مساحة للتعبير عما يشغله.
ويرفض عطية إطلاق تسمية قصيدة النثر أو الشعر الحديث على كل كلام متحرر من الوزن والقافية كما نجد في بعض صفحات التواصل الاجتماعي معتبرا أن لقصيدة النثر أسسا وضوابط ومنهجية لكتابتها.
وحول حضور الشعر في هذه الأيام يرى عطية أنه لم يتراجع ولكنه يمر بمرحلة تخبط تعبر عن ظروف استثنائية نمر بها في منطقتنا وهذا طبيعي بحكم أن الشعر يعكس حالة المبدع الذي صرفته هموم حياتية معيشية عن الكتابة ولكن الشعر باق ولو مررنا بمرحلة عصيبة ومكانته في الصدارة لا يمكن لأي جنس آخر أن يزاحمه عليها.
ويقول عطية.. “لا يهمني الشكل أو القالب الشعري الذي أصب به نصي بقدر ما يهمني التعبير عن الحالة الشعرية الوجدانية التي أمر بها فالتجربة الشعورية تحدد الكيفية التي يتم بها إنتاج النص واختيار الشكل”.
عطية الذي أصدر مؤلفا عن النقد إلى جانب مجموعاته الشعرية يعتبر أن الحاجة إلى تقويم الأعمال الأدبية تعطي النقد حضورا بارزا ولا سيما النقد الأكاديمي المتخصص وخاصة عندما يكون الناقد صاحب منتج إبداعي ما يجعله الأقدر على مواكبة النصوص المميزة والإضاءة عليها ليقدم ما هو مفيد في فهمها.
يشار إلى أن قصي محمد عطية حاصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها وعلى ماجستير في الأدب العربي الحديث ينشر نتاجه الأدبي في الدوريات السورية والعربية والمواقع الالكترونية.
صدرت له مجموعتان شعريتان هما (معراج الضوء) و (كونشيرتو الرغبة الحدباء) وغيرهما في مجال النقد.
محمد خالد الخضر