S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
ندوة بالمركز الثقافي في أبو رمانة تضمنت قراءة في كتاب للباحث إياد يونس بعنوان (اقتصاد المتوسط في القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد.. مملكة أوغاريت أنموذجا) شارك فيها باحثون ومترجمون ونقاد.
وقال مؤلف الكتاب الدكتور الباحث إياد يونس إن الأبحاث الاقتصادية في مجال الدراسات التاريخية القديمة هي أبحاث مستجدة بسبب اهتمام أغلب المؤرخين قديماً وحديثاً بما يعرف التأريخ السياسي الذي تتمحور أحداثه حول الشخصية الحاكمة في الوقت الذي تبقى فيه أغلبية الحياة الاقتصادية للمجتمعات الحضارية القديمة في طي النسيان.
وتابع يونس من هنا أتت دراستي عن اقتصاد المتوسط أوغاريت أنموذجاً لدراسة حقيقة شعب صنع حضارة متكاملة رغم طبيعتها الجغرافية الصعبة وطبيعة القرى التابعة لها فموقع أوغاريت المهم رغم طبيعته الجغرافية الصعبة جعلها تحتل موقعاً مهما ومتقدماً على خارطة الحضارات القديمة للأهمية التي تمتعت بها ومن خلال البحث أدركنا عظمة فكر الإنسان الأوغاريتي السوري وكيف عمل على بناء اقتصاد متكامل رغم ضيق المساحات الزراعية ووعورة بعض المناطق.
الباحث المترجم أحمد الإبراهيم رأى أن الأهمية الكبيرة لكتاب يونس تكمن في أنه ينقلنا في رحلة شائقة عبر التاريخ السوري القديم ليس داخل قصور الملوك والسلاطين بل في الهضاب والسهول وبين شوارع المدن القديمة.
وأضاف الإبرهيم إن الكتاب يجعلنا نرى كيف كان ابن هذه الأرض يزرع أرضه ويعمل بحرفته ويكتب حضارته ويتدبر أموره من خلال آلية اقتصادية متطورة ومؤسسات دولة داخل مدينة عظيمة وهو دعوة لكل سوري كي يعرف ذاته الاجتماعية الراسخة عبر تاريخ هذه الجغرافيا.
الناقد والأديب نذير جعفر من جهته أوضح أن الكتاب يعيد قراءة التاريخ وتفاصيل الحياة اليومية للمجتمع الأوغاريتي برؤية جديدة غير مسبوقة بشموليتها وتعدد مصادرها واستنتاجاتها المهمة وفهارسها من الخرائط والجداول والأشكال.
ولفت جعفر إلى أنه من لا يعرف ماضيه وتاريخه وتراثه الحضاري ببعديه المادي واللامادي لن يفهم حاضره ولا موقعه بين الأمم ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يضيء مرحلة غارقة في القدم من تاريخ منطقتنا عامة وتاريخ مملكة أوغاريت على الساحل السوري خاصة مرحلة تكاد تكون مجهولة لدى الكثيرين ولا سيما أن الدراسات والأبحاث الآثارية كانت حكراً على البعثات الأجنبية وحدها.
وبعد الندوة قام الدكتور يونس بتوقيع الكتاب في صالة المركز الثقافي.
محمد خالد الخضر
