دمشق-سانا
يسهم المعهد التقاني الصحي بدمشق برفد القطاع الصحي بالكوادر المؤهلة والمدربة حيث يتخرج منه سنويا أكثر من 500 طالب وطالبة من أقسام المخابر والصيدلة والأطراف الصناعية والأشعة والتخدير والمعالجة الفيزيائية والصحة العامة يشكلون خبرات وطنية ذات كفاءات عالية لرفد المؤسسات الصحية وإثبات قدراتهم العلمية والعملية وفق مدير المعهد الدكتور قصي سلمان.
المعهد التقاني الصحي بدمشق والذي كان يسمى سابقا بـ “المعهد المتوسط الصحي” واحد من ستة معاهد مماثلة موزعة بعدد من المحافظات وعلى مدى أكثر من خمسين عاما من إحداثه خرج العديد من الكوادر الصحية العاملة بالمجال الفني والمخبري من داخل سورية وخارجها وفق تصريح الدكتور سلمان لمندوبة سانا.
ويعد العامل الصحي صلة الوصل بين الطبيب المعالج والمريض وفق الدكتور سلمان فهو يرافق المريض في أقسام الأشعة والتحاليل المخبرية والتخدير وغير ذلك من إجراءات تشخيصية واستقصائية لتقييم الحالة وتشخيص المرض ولذا كلما كان الفني الصحي دقيقا وخبيرا بعمله انعكس ذلك إيجابا على عمل الطبيب وعلاج المريض.
وشدد الدكتور سلمان على ضرورة إعادة الالتزام بتعيين خريجي المعهد الصحي في مؤسسات ومشافي القطاع العام وعدم الاكتفاء بتعيين الثلاثة الأوائل من كل قسم أو السماح لهم بإكمال دراستهم لعامين إضافيين في الجامعات ذات التخصص نفسه لأن المعاهد التقانية الصحية هي المسؤول الأول عن رفد المؤسسات الصحية بالكوادر المؤهلة أكاديميا وبالتخصصات اللازمة مشيرا إلى أن قرار إلغاء الالتزام بتعيين الخريجين صدر عام 2007 ومن الضروري الرجوع عنه.
وأكد الدكتور سلمان أنه رغم الصعوبات التي تعرض لها المعهد كباقي المؤسسات التعليمية بسبب تداعيات الحرب الإرهابية على سورية لجهة قلة الكوادر الإدارية والتدريسية والحاجة لإعادة تأهيل البنى التحتية لا سيما المخابر وقلة المواد الاولية للتجارب العلمية إلا أنه واصل دوره التعليمي ولم ينقطع أبدا عن استقبال الطلاب حيث استضاف أيضا خلال الفترة الماضية طلاب المعاهد المماثلة من دير الزور وحلب والحسكة.
ورأى الدكتور سلمان ضرورة إحداث أقسام أخرى بالمعهد منها النظم الصحية والاحصاء الطبي لحاجة المؤسسات الصحية لهذين التخصصين منوها بدور وزارة الصحة التي بدأت بالعمل على إعادة تأهيل المخابر بالمعهد بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية حيث تمت مؤخرا إعادة تأهيل مخبر الكيمياء الغذائية لقسم الصيدلة بتجهيزات حديثة كما عمل المجلس الأعلى للتعليم التقاني مؤخرا على وضع خطة لتطوير المناهج التدريسية بالمعاهد الصحية.
ويصل عدد الكادر الإداري والتدريسي بالمعهد حاليا إلى 132 شخصا ورغم الحاجة إلى ضعف هذا العدد يبذل الموجودون جهودا كبيرة لأداء دورهم التعليمي في الجانبين العلمي والعملي لتخريج كوادر كفوءة تسهم بتطوير العمل حيث لفت المعاون العلمي لمدير المعهد الدكتور ينال رمضان والذي يدرس مادتي الإسعاف والتشريح في معظم أقسام المعهد إلى ضرورة زيادة عدد الكادر التدريسي ورفع تعويضات ساعة التدريس الإضافية للمكلفين من خارج الملاك فهي ما زالت إلى الآن 250 ليرة سورية فقط الأمر الذي أدى إلى ضعف الإقبال على التدريس بالمعهد.
وأكد الدكتور رمضان على ضرورة إعادة الالتزام بتعيين خريجي المعهد لسد النقص بعدد العاملين الصحيين بالمشافي والمراكز الصحية وتوفير فرص عمل مناسبة للخريجين الجدد ولتشجيع الأجيال الجديدة للدخول بهذا المجال.
وخلال جلسة عملية للطلاب بمخبر الصيدلة ضمن المعهد بينت الصيدلانية مي جريس أنها تدرس مادة الكيمياء اللاعضوية ولكنها كغيرها من المواد العملية بحاجة إلى مواد أولية للتجارب ولكن غير متوفرة ولذلك يتشارك حاليا أكثر من طالب بالتجربة لافتة إلى أن مقررات عامي التدريس في المعهد مكثفة ومشابهة للمقررات الجامعية بالاختصاصات الجامعية المماثلة وتؤهل الخريجين للعمل بشكل مناسب.
ويدرس في المعهد حاليا أكثر من 1200 طالب موزعين بين سنة أولى وثانية بمختلف الأقسام وفق نظام الثلاثة فصول بالسنة الواحدة ويحق للخريجين الأوائل بكل قسم إكمال الدراسة بالفروع الجامعية المماثلة وهو ما شجع الطالبة يمان الغصة للتسجيل بالمعهد والتي بينت أنها تنافس على المراكز الأولى في قسم الصيدلة بهدف متابعة الدراسة بالكلية مؤكدة أن المعهد يكسبهم خبرة عالية من خلال المواد النوعية والزيارات الميدانية لمعامل الدواء والتدريب بالمشافي.
وركز كل من الطلاب يارا سريدين وأيهم بيضون من قسم المخابر وزهير السفرة من قسم الصيدلة خلال تصريحهم لـ سانا على ضرورة إعادة الالتزام بتعيين خريجي المعهد لأن القطاع الصحي الخاص لا يستوعب كل الخريجين من جهة وخلال بحثهم عن عمل يتعرضون للاستغلال المادي بالأجور بالإضافة إلى ضرورة رفد مكتبة المعهد بالمراجع العلمية الحديثة.
وتأسس المعهد التقاني الصحي بدمشق عام 1968 وهو يتبع إداريا لوزارة الصحة ويقبل الدارسين به وفق انظمة وقوانين وزارة التعليم العالي.
إيناس سفان