التراث بألوانه المعتقة في أعمال التشكيلي محمد طيب حمام

حمص-سانا

جذب اللونان الأبيض والأسود الفنان التشكيلي محمد طيب حمام فكانت أعماله في الرسم والنحت مشبعة بتضادهما تارة وامتزاجهما تارة لتنتج أسلوبا فنيا جعله من الفنانين المتميزين في مدينة ابن الوليد.

وعن سر اختياره لهذين اللونين تحدث حمام في مقابلة مع سانا الثقافية أن عشقه لهما ظهر مع بداية رسوماته في مراحل الدراسة الأولى حيث كان يشارك في المعارض الطلائعية والشبيبية ما دفعه لاحقا لدراسة الفن التشكيلي أكاديميا باختصاص فن “الغرافيك “الذي يرى في تدرجاته حنينا إلى الماضي وتجسيدا للواقعية في آن واحد.

وقال حمام: “الجمهور يرى في الألوان المختلفة جمالا متنوعا غير أنني أميل إلى الغرافيك لأنه يعطيني روحا وطاقة داخلية تشعرني بالسعادة في أعمالي ومعظمها عن التراث الذي أقدسه بما فيه من طبيعة وبيئة محلية وإنسان وحجر فجسدته بلوحات ومنحوتات اخترت لها المدرستين الواقعية والتعبيرية ولاحقا التكعيبية التي سأقدمها قريبا في أعمالي”.

وعن المواد التي استخدمها في أعماله الفنية يشرح الفنان التشكيلي أنه عمل بنصيحة أساتذته بأن يدرس اختصاصا يحبه ولا يعرفه كي يبدع فيه فكان الغرافيك ملاذه وبدأ بالطباعة على الحجر والخشب ثم المعدن لكن الأخير يحتاج إلى مكبس خاص به.

حمام الذي نشأ ضمن أسرة موهوبة بالرسم يرى أنه في بحث دائم عن نفسه فالفن هو تعبير داخلي للواقع وعبارة عن ثقافة بصرية لكل متذوق والفنان الجيد هو الذي يواصل الإبداع والتجريب دون توقف.

وعن تأثره بمن سبقه من فناني حمص بين أنه يحاول في أعماله اقتباس تجربة الفنان المبدع غسان نعنع الذي وصفه بأنه ذو ثقافة فنية جميلة.

وعن الواقع التشكيلي بحمص وآفاقه دعا حمام المؤسسات الثقافية والجمعيات في هذه المدينة إلى إقامة المنتديات والملتقيات والمعارض للنهوض بالعمل التشكيلي فيها الذي يشهد تقدما ملحوظا عن السنوات السابقة.

تجدر الإشارة إلى أن التشكيلي حمام خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1996 قسم الحفر وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين ويعمل حاليا مدرسا لمادة الفنون في مركز صبحي شعيب للفنون التشكيلية ومعهد التربية الفنية بحمص وشارك في عدد من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج سورية.

حنان سويد