دمشق-سانا
التحديات والصعوبات التي تواجه اللغة العربية وضرورة الحفاظ عليها وتمكينها في كل المجالات باعتبارها رمز هويتنا وقوميتنا وعروبتنا محاور تناولتها ندوة استضافتها مكتبة الأسد الوطنية اليوم بمشاركة أساتذة جامعيين وباحثين لغويين.
الندوة التي أقامتها اللجنة الفرعية لتمكين اللغة العربية بمناسبة يومها العالمي تحدث في مستهلها الدكتور ثائر زين الدين مدير الهيئة العامة السورية للكتاب ومدير الندوة عن خطورة ما تواجهه لغتنا من صعوبات وتحديات منوها بمشاركة نخبة من أساتذة اللغة في هذا اللقاء ممن قدموا الكثير صونا للعربية وحفاظا عليها إزاء ما يطالها من أخطار.
وبين الدكتور عبد الناصر عساف في مداخلته التي جاءت بعنوان “أثر ترجمة الألفاظ والأساليب في العربية المعاصرة” أن الترجمة الدؤوبة من اللغات الأخرى ولا سيما الأوروبية إلى العربية أدت إلى تغلغل ألفاظ ومصطلحات إلى متن لغتنا وفي بنائها وبنيتها وبعضها لا يناسب قواعد العربية وضوابطها ما يعد وفقا لعساف إضرارا بهوية لغة الضاد وتغريبا لها.
وأوضح الدكتور موفق دعبول في محوره الذي حمل عنوان “المحتوى العربي على الشابكة” أسباب ضعف المحتوى العربي منها اتجاه معظم هذا المحتوى إلى الترفيه كالألعاب والأفلام متدنية المستوى وعدم أصالة الكثير من البحوث والكتابات المنشورة على الشابكة والنقل عن الآخرين بغياب التشريعات التي تحمي حقوق الملكية إضافة إلى اتجاه بعض رجال العلم العرب إلى اللغات الحية الأخرى بدعوى أنهم لا يجدون ضالتهم في العربية.
وبين الدكتور محمود السيد نائب رئيس مجمع اللغة العربية في محوره أن لغة الضاد واجهت الكثير من التحديات في الزمن الماضي من الغزو المغولي والاحتلال العثماني والفرنسي والإيطالي والبريطاني أما في يومنا الحاضر فتواجه تحديات من نوع آخر منها تلكؤ بعض الأقطار العربية في إطلاق حملات التعريب وعدم قدرة الجامعات واتحاد مجامع اللغة العربية على مواكبة لغة العصر وتراجع القراءة وضآلة نسبة المحتوى الرقمي العربي على الشابكة وغيرها.
ولفت السيد إلى ضرورة وضع تشريعات رادعة للحؤول دون الاعتداء على حرمة هذه اللغة والتأكيد على أن يكون الانتماء متجسدا لدى أبناء الأمة في معرفة لغتهم والاعتزاز بها على جميع الصعد موضحا أن حماية العربية مسؤولية جماعية تقع على أبناء المجتمع كافة بأن يكونوا حريصين على النهوض باللغة والارتقاء بها.
شذى حمود