السياج الحاضن- بقلم بشار محمد

اللبنة الأساسية في بناء مجتمعنا هي الأسرة التي بصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد، فهي السياج الحاضن لتماسك المجتمع وتحصينه ما جعلها الهدف الأول للعدو الذي يرمي إلى تفكيك الأسرة وبالتالي ضرب المجتمع وانهيار منظومة القيم والمبادئ وصولاً إلى السيطرة على الشعوب وجرّها لتحقيق مصالح العدو المتمثلة بالليبرالية الحديثة التي صوّب عليها حديث السيد الرئيس بشار الأسد في جامع العثمان بالاجتماع الدوري لوزارة الأوقاف فنسج خيوط تماسك المجتمع بمؤسساته الدينية والعلمانية في وجه سرطان الليبرالية الخبيث.

الانحلال الأخلاقي والزواج المثلي وفصل الإنسان عن إنسانيته ودينه وعقيدته وجعله عبداً للمال هي الأدوات المفضلة والأذرع الخفيّة الفاعلة في استهداف الأسرة وتفكيكها من الداخل وتغليب الفرد الأناني على غيرية الأسرة وبالتالي غيرية المجتمع وإيثاره التي هي مبادئ أخلاقية ثبتها الدين في نفوس أبناء المجتمع بهدف تحصينه وتوحيده على الحق والخير ضد الشر والباطل.

لا يمكن لأي فرد في مجتمعنا أن يكون فاعلاً ومنتجاً في إطاره الفردي وإنما من خلال الإطار الأسري الحامل للعادات والتقاليد والثقافة فكل فرد لا معنى لوجوده من دون هويته المرتبطة بأسرته التي هي تعبير حقيقي وواقعي عن وجوده.

تحصين هذه اللبنة الأساسية هو مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق رب الأسرة من خلال تفاعله مع المؤسسة الدينية والمؤسسات الإعلامية وتفاعله مع الجهات التربوية والتعليمية المعنية بأفراد الأسرة ليكون الدور بشكل تكاملي يعبر عن منظومة عمل ممنهجة تتصدى لكل أفكار الليبرالية الحديثة وأدواتها الخبيثة في ضرب المسلمات وإلغاء الثنائيات الطبيعية (خير وشر – حق وباطل- صديق وعدو- نور وظلام) بهدف جرّ المجتمع إلى المنطقة الرمادية التي تبيح قبول كل شيء تحت مسوغات بعناوين براقة تخرق بنية المجتمع وتضرب الرموز وتحوّل الباطل إلى حق لذلك حماية الأسرة وتحصينها واجب وطني وشرعي وأولوية قصوى في معركتنا ضد العدو الحقيقي لذا خصّت وزارة الأوقاف الأسرة بأول خطبة جمعة تلت خطاب السيد الرئيس كخطوة عملية مؤثرة لتثبيت أن الأسرة السياج الحاضن للوطن.