عاشق الحروف العربية (عبد الوارث طرون) يرحل عن عالمنا

حمص-سانا

رسم الخطاط “عبد الوارث طرون” حروف اللغة العربية بإتقان وفن متميزين جعلاه من رواد الخطاطين في مدينة حمص ومقصداً لكل من يريد أن يتعلم أصول الخط العربي بأنماطه المختلفة.

طرون الذي غيبه الموت قبل أيام من مواليد حمص عام 1961 خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم الحفر ومدرس في معهد إعداد المدرسين قسم الرسم برع بفن الخط العربي منذ طفولته حيث اشتهرت عائلته بموهبة الخط الجميل ليصقل بدوره هذه الملكة ويمهرها ببصمته الفنية.

جمع طرون ما بين دراسته للرسم وتعلقه بحروف العربية ليقدم عشرات الأعمال التي زينت جدران مدرستيه الابتدائية والثانوية ومنها لوحة بطول ثلاثة أمتار كتب عليها عبارة تشجيعية لبعض الأندية الرياضية في مدينته التي أحبها حيث كان يهديها كلمات بخطه الجميل بكل مناسبة وطنية.

ولمع اسم “طرون” في مهارة الخط العربي بعد دراسته الجامعية حيث أبدع في فن الحفر على الرخام وأضاف له عمله في المؤسسة العربية للإعلان قسم الإعلانات الطرقية ورسوماته في مجلة الطليعي للأطفال رصيداً كبيراً من الشهرة الواسعة التي أهلته لتدريب مئات من الأجيال الناشئة في المدارس وخارجها على أصول الخط العربي وزخرفاته المميزة.

ومن الأعمال التي ترك بصمته عليها إشرافه على تجديد لوحة اثرية بخط خطاط حمص الراحل هادي زين الدين فضلاً عن كتاباته للعديد من الآيات القرآنية في مسجد الشهداء بدمشق وكل ذلك ايماناً منه بأن الخط العربي أحد أركان التراث الحضاري الجميل الذي يجب أن نتمسك به ونطوره ونربي الأجيال على حبه حفاظا عليه وعلى رواده.

الفنان التشكيلي رزق الله حلاق عبر عن حزنه لرحيل طرون الذي جمعته معه صداقة العمل والمهنة واصفا إياه بأنه كان مثالا للمدرس المعطاء كما أن مساجد وكنائس حمص تشهد على فنه الذي زين محاربها فكان أشبه بموسيقا يتردد صداها العطر في كل أرجائها.

حنان سويد