دمشق- سانا
جاءت المجموعة القصصية صرخة الصادرة مؤخرا للقاصة فاطمة حسين بمثابة صيحة تطلقها انثى في وجه الظلم الاجتماعي والإنساني الذي طال وطنا طالما أعطى وتفانى في عطائه لكنه يتعرض اليوم لرياح الغدر من كل الجهات.
ومن غير الوطن يستحق الثناء أو المديح لتهديه القاصة حسين مولودها القصصي الأول وتعلن صرختها الأولى بقولها:”إليك أهدي صرختي أيها الوطن الجريح”.
وتبدو اللغة المرهفة والصور العميقة من القصة الأولى “ابن شمس” لتمزج القاصة حسين بين الأنواع الأدبية بطريقة فنية عالية فتستعير من المسرح المكان والزمان ومن الشعر لغته العالية المكثفة لتبدأ قصتها بطريقة مبتكرة “المكان .. مدائن الكلس والفخار التي تتفرع منها العصافير الملونة” وتحدثنا عن طفل منغولي يزدريه محيطه ورفاقه في المدرسة فيقفز منتحرا من سطح المدرسة “وكأنه ينوي أن يطير ويعود إلى أمه الشمس “.
أما قصتها الصرخة فهي إسقاط الأبوة على الوطن وصوت الأمل القادم بالنصر لهذا البلد الذي يمتد في جذوره وحضارته وعطائه ويسقي ترابه بدماء الشهداء عربونا للنصر.
وتلتصق المجموعة بهموم الناس في الأسرة والشارع ومؤسسات العمل والمشفى وكل ميادين الحياة لتطبع القاصة حسبن صمتها ورؤيتها على المجتمع في ثماني عشرة قصة قصيرة تلتصق بالقيم والجمال.
تقع المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 94 صفحة من القطع المتوسط ويذكر أن القاصة حسين من مواليد دير الزور تكتب إضافة للقصة القصيرة أدب الأطفال والشعر وتنشر في صحف ومجلات سورية وعربية.
بلال أحمد