الحسكة-سانا
بعد تعرضه لإصابة دائمة أثناء تأدية واجبه الوطني بالدفاع عن الوطن في صفوف الجيش العربي السوري وتصديه للمجموعات الإرهابية في إدلب عاد صالح حميدي إلى محافظته الحسكة فاقدا لقدمه ومعانيا من إصابة عصبية في يده اليمنى ليتابع حياته المهنية في قصة تعكس النجاح والإصرار على الحياة.
حميدي لم يستسلم للظروف الصعبة التي ألحقتها الإصابة به بل تابع بنشاط وجد في سوق المدينة مهنة إصلاح وصيانة أجهزة الهواتف الخلوية وفتح محله الخاص بدعم من الجمعية السورية للتنمية التي تقوم بتقديم الدعم للمشاريع الصغيرة التي تؤمن استقرارا ماديا ثابتا يحسن المستوى الاقتصادي للمستفيدين.
ويقول حميدي في تصريح لمراسل سانا: تواصلت مع “بيت الكل” التابع للجمعية السورية للتنمية بعد إعلانهم عن تنفيذ وتبني مشاريع اقتصادية صغيرة وتقدمت بمشروعي وبعد دراسة المشروع تمت الموافقة وقمت باتباع دورة في ريادة الأعمال تعلمت خلالها كيفية التعامل مع الأسواق وطرق حساب الربح والخسارة وكيفية الاعتماد على الذات.
ويضيف حميدي: اليوم بات لي اسم خاص في سوق المدينة والمهنة تؤمن مصدر رزق ثابتا ومستمرا مبينا أهمية المشاريع الصغيرة لناحية الاستقرار المادي متمنيا على كل الجمعيات الأهلية والمنظمات الأممية الداعمة أن تتوجه إلى هذا النوع من الدعم كونه يستمر ويشكل عامل استقرار للأسر المحتاجة والهشة في المجتمع.
حميدي الذي أصيب جراء تفجير الإرهابيين لسيارة استهدفت موقعهم في محافظة إدلب يقول إن الحياة ستستمر لذلك يجب ألا تشكل الإعاقة عائقا أمام أي شخص وخاصة المصابين خلال التصدي للإرهابيين كون الإعاقة وسام شرف واعتزاز داعيا الجميع إلى ضرورة البحث المستمر وعدم اليأس حتى الوصول إلى الغاية والاندماج بالمجتمع ليكونوا فاعلين كما كانوا فاعلين في الدفاع عن تراب الوطن.
منسق ملف المشاريع الصغيرة في “بيت الكل” التابع للجمعية السورية للتنمية بالحسكة عبد السلام عمر أوضح أن حميدي من الأشخاص المستفيدين من دعم الجمعية حيث تم دعمه بتامين كل المستلزمات الضرورية لافتتاح محل صيانة الأجهزة الخلوية وخلال فترة قصيرة تمكن من صناعة اسم خاص به في السوق التجاري ولا سيما أنه يمتلك خبرة كافية مكنته من النجاح.
وأشار عمر إلى أن الجمعية السورية تستهدف الفئات الأكثر هشاشة وفق معايير كل ملف وبالنسبة لملف منح المشاريع الصغيرة يتم بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حيث نقوم باخضاع المستفيدين لدورة ريادة أعمال لتعزير ثقة المستفيد بنفسه وتعليمه الاندماج بالسوق المحلية ومساعدته بالاعتماد على ذاته وكيفية عمل دراسة جدوى اقتصادية لمشروعه الخاص ليتم تنفيذ المشروع وشراء العدة المقترحة من قبل المستفيد ومتابعته لمدة عام كامل لمساعدته في تجاوز الصعوبات.
وبين عمر أهمية المشاريع المنفذة لجهة تأمين الاستقرار المادي لأصحابها ورفد سوق العمل بمهن متنوعة وذات ضرورة مشيرا إلى أن الجمعية نفذت 39 مشروعا صغيرا منها 20 مشروعا في مدينة الحسكة و19 مشروعا في مدينة القامشلي لغالبية المهن وخاصة المهن التي تعثر أصحابها ولم يعودوا قادرين على متابعة العمل بها جراء الوضع الاقتصادي.