بيروت-سانا
غيب الموت صباح اليوم رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق عمر كرامي عن عمر يناهز 80 عاما بعد معاناة من مرض عضال.
وأوضح بيان صدر عن عائلة الرئيس عمر كرامي “إن العائلة تنعى بتسليم بمشيئة الله وبكثير من الأسى على لوعة الفراق فقيدها وكبيرها دولة الرئيس عمر عبد الحميد كرامي الذى وافته المنية فجر اليوم”.
يذكر أن كرامي الذي توفي في مشفى الجامعة الأمريكية في بيروت حيث كان يعالج فيه منذ فترة هو من مواليد 17 آذار عام 1935 في مدينة طرابلس وحصل على إجازة في الحقوق من جامعة القاهرة عام 1956 وتولى رئاسة الحكومة اللبنانية لفترتين الأولى من كانون الأول 1990 إلى أيار 1992 والثانية من تشرين الأول 2004 إلى شباط عام 2005 وكان والده عبد الحميد كرامي وشقيقه الشهيد رشيد كرامي رئيسين للوزراء في لبنان أيضا.
وتولى رئاسة حزب التحرر العربي في طرابلس بعد اغتيال شقيقه رئيس الحكومة الأسبق رشيد كرامي عام 1987 كما تولى وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة في حكومة سليم الحص عام 1989 وانتخب نائبا عن طرابلس في الأعوام 1992 و 1996 و2000 وأسس اللقاء الوطني اللبناني الذي يضم عددا من الشخصيات والقيادات من مختلف القوى والمناطق اللبنانية.
رئيس الحكومة يعلن الحداد الرسمي على وفاة كرامي
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام على وفاة رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق “عمر كرامي”.
وجاء في مذكرة أصدرها سلام اليوم “تنكس الأعلام حدادا على فقيد لبنان لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من صباح يوم غد الجمعة ولغاية مساء يوم الأحد القادم على الدوائر الرسمية والمؤسسات العامة والبلديات كافة وتعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع المناسبة الاليمة ويقام له مأتم رسمي في مدينة طرابلس شمال لبنان الساعة العاشرة صباح يوم غد الجمعة”.
يشار إلى أن كرامي الذي غيبه الموت فجر اليوم عن عمر ناهز 80 عاما بعد معاناة من مرض عضال تولى رئاسة الحكومة اللبنانية لفترتين الأولى من كانون الأول 1990 إلى أيار 1992 والثانية من تشرين الاول 2004 إلى شباط عام 2005 وكان والده عبد الحميد كرامى وشقيقه الشهيد رشيد كرامى رئيسين للوزراء فى لبنان أيضا.
أحزاب وشخصيات لبنانية: لبنان فقد برحيل الرئيس كرامي رجلا وطنيا مقاوما معروفا بعمله الدؤوب من أجل وحدة لبنان
من جهتها أكدت أحزاب وشخصيات لبنانية أن لبنان فقد برحيل رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي رجلا وطنيا مقاوما معروفا بعمله الدؤوب من أجل وحدة لبنان والعبور به إلى شاطئ الأمان كما أنه ركن أساسي من أركان لبنان العربي المستقل.
وأعرب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن تعازيه لعائلة الفقيد وقال المكتب السياسي في حركة أمل في بيان أصدره اليوم “إن كرامي رحل مدافعا عن المقاومة حتى آخر رمق كما كان طوال عمره عاملا في سبيل لبنان وسيادته رافعا راية الشهيد رشيد كرامي دون أن يتوانى لحظة عن تلبية نداء الوطن في أحلك الظروف”.
بدوره أكد حسين خليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن كرامي من بيت وطني مقاوم معروف بوقفته الوطنية وبعمله الدؤوب من أجل وحدة لبنان والعبور به إلى شاطئ الأمان وغيابه هو خسارة لكل اللبنانيين وكل الوطنيين والمقاومين وقد افتقد لبنان برحيله قامة وطنية كبيرة كانت معروفة في ساعات الشدة.
وقال خليل في بيان له “إن كرامي كان مقاوما بشرف وعروبيا بشرف ووحدويا بشرف وكان رائدا من رواد الوحدة الوطنية”.
من جانبه أكد رئيس تيار المردة في لبنان النائب سليمان فرنجية أن الساحة السياسية اللبنانية ستفتقد للرئيس كرامي وستحتاج لمواقفه ولجرأته مشيرا إلى مواقف الرئيس كرامي في صون الوحدة الوطنية والحفاظ عليها.
من جهته اعتبر الدكتور أسامة سعد أمين عام التنظيم الشعبي الناصري في لبنان أن غياب الرئيس كرامي يمثل خسارة وطنية جسيمة لأنه كان ركنا أساسيا من أركان لبنان العربي المستقل.
وقال سعد في تصريح له إن “كرامي قام بدور كبير ومهم في الدفاع عن لبنان في مواجهة المخاطر التي تهدده سواء من الخارج أم من الداخل” مشيرا إلى أنه اتخذ مواقف حاسمة ضد الاعتداءات الصهيونية ودعما للمقاومة.
وأضاف إن “كرامي وقف ضد الإرهاب وجرائمه رافضا بشدة نهج محاباة الجماعات الإرهابية واستخدامها لأغراض سياسية على حساب لبنان”.
إلى ذلك أكد حزب الله اللبناني أنه برحيل الرئيس كرامي في الظروف الراهنة يفقد لبنان شخصية حكيمة رصينة واعية للمخاطر الراهنة وقفت داعمة للمقاومة ولعروبة لبنان وتحرره من الاحتلال.
وقال الحزب في بيان له اليوم “خسرنا برحيل الرئيس كرامي قامة وطنية وعربية كبيرة وشخصية تركت بصماتها على الأحداث وكانت مثالا للسياسي الشريف ولصاحب الضمير الذي يرفض تحقيق المصالح الخاصة على حساب مصلحة شعبه ووطنه” واصفا الراحل بأنه “كان كبيرا من كبار لبنان” وأن ذكراه ستبقى عابقة بكل ما هو طيب وأصيل في لبنان.
وأشار الحزب في بيانه إلى أن الأمل لا يزال معقودا بإكمال هذا النهج الوطني من قبل السائرين على درب الراحل من البيت الكرامي العريق وعلى رأسهم نجله الوزير فيصل عمر كرامي مضيفا إن “الرئيس كرامي كان بحق سليل العائلة الكرامية التي قدمت شهيدها الكبير الرئيس رشيد كرامي في سبيل حفظ وحدة البلاد ونجاتها من التمزق والانهيار”.
وقدم الحزب في نهاية بيانه أحر التعازي والمواساة لعائلة الفقيد وأهالي مدينته ومحبيه على امتداد لبنان.
من جهة أخرى تعهد الوزير اللبناني السابق فيصل كرامي بأن يحفظ الوصية والأمانة وينهج نهج والده الراحل في القول والفعل حتى الرمق الأخير.
وقال الوزير كرامي في بيان له اليوم “أنعي إليكم أبي وقائدي ومعلمي دولة الرئيس عمر عبد الحميد كرامي الذي انتقل إلى جوار ربه وهو يوصينا صبرا على المصاب وإيمانا بلبنان الواحد وصونا للعروبة وحبا لفلسطين السليبة ووفاء لتراب طرابلس”.
من جهته أكد الرئيس اللبناني السابق إميل لحود أن رحيل كرامي خسارة كبرى للبنان وقال “أنا عرفته عن قرب إنه رجل وطني بامتياز عروبي الروح ليس لديه حسابات شخصية وقد خسرناه جميعا”.
بدوره شدد رئيس الحكومة اللبنانية السابق الدكتور سليم الحص التأكيد على أن لبنان فقد برحيل كرامي رجلا وطنيا من بيت وطني عروبي متأصل يشهد التاريخ على ثبات مواقفه وقال خلال تقديمه العزاء إلى عائلة الراحل عمر كرامي في بيروت اليوم “إن لبنان مني بخسارة كبيرة بفقدان الرئيس المثالي والنزيه.. وإن لبنان اليوم بأشد الحاجة لشخصيات مثل عمر كرامي خصوصا في ظروف صعبة ومعقدة وغير اعتيادية تمر بها المنطقة العربية”.
بدوره أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان ان رحيل كرامي خسارة كبيرة لدوره في تاريخ لبنان الحديث وقال إن “الرئيس كرامي كان مدرسة في الأخلاق والوطنية والرجولة”.
ورأى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أن لبنان اليوم خسر خسارة كبيرة بفقدان الرئيس كرامي وقال “إنه قامة وطنية كبيرة.. وإن لبنان سيشعر بفراغ كبير بخسارته”.
وفي السياق قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خلال تقديمه واجب العزاء إن “هذا الإنسان الذي عرفناه وطنيا اليوم نفتقده ونحن كنا نحتاج لشخصيته الفذة الوازنة العاقلة بشدة”.
من جانبه اعتبر منسق عام جبهة العمل الإسلامي رئيس جبهة العمل المقاوم الشيخ زهير الجعيد “إن لبنان واللبنانيين والعرب خسروا اليوم رجلا وطنيا وقامة عروبية وقومية وإسلامية أصيلة كانت حياته حافلة بمواقفه الثابتة والراسخة في حمل قضايا الأمة وخاصة قضية فلسطين كان سدا منيعا وركنا أساسيا في الذود عن وحدة اللبنانيين”.
ورأى كل من رئيس لقاء علماء صور العلامة علي ياسين وإمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني أن رحيل الرئيس كرامي شكل خسارة كبرى للبنان ولشعبه.