الشريط الإخباري

حمامات شهبا… تحكي تاريخاً عمره آلاف السنين

السويداء-سانا

لا يمكن لقاصد مدينة شهبا التي يرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد أن يغفل عن زيارة حماماتها الأثرية الكبرى التي يصل عمرها إلى حوالي 1800 سنة ولا تزال شاهداً حياً على حضارة عريقة وفن عمارة متميز في العصر الروماني.

رئيس شعبة التنقيب والدراسات الأثرية في دائرة آثار السويداء خلدون الشمعة بين أن هذه الحمامات التي تعود للعصر الروماني ما زالت تحافظ على معالمها الأساسية وهي من أكبر الحمامات حجماً ومساحة في المنطقة الجنوبية حيث كانت تستوعب 500 مستحم في آن واحد.

وأشار الشمعة في تصريح لـ سانا سياحة ومجتمع إلى أن حمامات شهبا من أكثر آثار المدينة الباقية إبداعاً وتشمخ إلى الشرق من الشارع الرئيسي الممتد بين البوابتين الجنوبية والشمالية مبيناً أن مدخلها يقع بالجهة الغربية ومنه يتم الوصول إلى ثلاث قاعات للاستقبال الأخيرة منها مهدمة ومن القاعة الوسطى يتم الدخول إلى قاعات الاستحمام ذات الشكل الدائري التي يحدها من الشمال قاعة الهواء الساخن ويشاهد في جدرانها الأنابيب التي كانت توصل المياه للحمامات المسقوفة بالقباب.

ووفق الباحث في آثار المنطقة حسن حاطوم فإن هذه الحمامات شيدها الإمبراطور فيليب العربي وهي تقع في الجهة الشرقية من الطريق الأعظمي كاردو وتتصل بقنوات مياه ضخمة لا تزال قواعدها الحجرية محفوظة بشكل جيد وكانت تجلب المياه إليها من جبل قرية الطيبة المجاورة لافتاً إلى أنه بالقرب من الحمامات يتوضع معبد آلهة المياه.

واندرجت هذه الحمامات وفق حاطوم ضمن نظام العمارة الرومانية التي كانت تتضمن ثلاثة أنواع من الصالات الكبيرة القسم البارد (فريجيداريوم) مع مسابح وأحواض والقسم الفاتر (تيبيداريوم) والقسم الحار (كالداريوم) وغالباً ما يكون مرفقاً بأحواض وأجران كبيرة تؤمن تسخين هذه الصالات بواسطة مواقد ذات قواعد صغيرة من الآجر متوضعة تحت الأرضيات وحول الصالات حيث كان البخار الساخن يمر تحت الصالات ويصعد ضمن مجار منحوتة في الجدران والماء كان يصل من سقف الحمامات ويتوزع داخل المباني بواسطة أقنية فخارية لا يزال موجوداً قسم منها.

ولفت الباحث حاطوم إلى أن هذه الصالات غنية بزخارف جدرانها التي كانت ألواح الرخام تغطي الداخلية منها مبيناً أنه كانت هناك باحات معدة لممارسة الرياضة ملحقة بالحمامات إضافة إلى مكتبة.

وأشار حاطوم إلى أنه لإظهار مختلف أقسام الحمامات عمدت المديرية العامة للآثار والمتاحف إلى استملاك المنازل التي بنيت ضمن وحول هذه الآبدة وتم إجراء عمليات ترميم وتنقيب ضمن هذه الحمامات خلال عدة مواسم.

وتمتاز شهبا بمعالم أثرية شاهدة على حضارة موغلة بالقدم ما جعلها مركز استقطاب للسياح بقصد التعرف على ما تحويه والتمتع بمشاهدة الأوابد الشامخة فيها المضيفة لها رونقاً جميلاً ومنها المسرح والمدفن والمعبد الإمبراطوري.

عمر الطويل

انظر ايضاً

حمامات شهبا

لا يمكن لقاصد مدينة شهبا التي يرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد أن يغفل عن …