دمشق-سانا
يعود الأدب الوجيز إلى الضوء بعد غياب طويل بعد أن صار له أدباؤه الذين يشتغلون عليه دون غيره محيين بذلك نتاجات عفا عليها الزمن من أمثولات إيسوب لدى الإغريق والحكم والأمثال عند العرب التي تنتمي إلى الأدب الوجيز بشكل أو بآخر.
القاص عبد الوهاب محمد أحد الكتاب الذين اقتصرت نتاجاتهم على الأدب الوجيز فشارك بتأسيس ملتقى حمل هذا الاسم وأصدر مجموعة قصصية حفلت بنصوص منه حيث أكد في حوار مع سانا الثقافية ضرورة هذا النوع من الأدب لأن العصر عصر السرعة والإيجاز في كل شيء ولأن القراء في أيامنا هذه لم يعودوا يمتلكون النفس الطويل ولا الوقت الكافي ليقضوه في المطالعة.
وعن سمات هذا النوع من الأدب يرى محمد أن أي هيكلية معينة أو تقييد ستسلبه بعض رونقه فما يهم أن يقدم صوراً زاهية ومعاني سامية بلغة جميلة ومتينة وقد تفي في بعض الأماكن بضع كلمات بينما نحتاج في محل آخر إلى سطور وهنا تبرع مقدرة الكاتب على إيصال فكرته وصورته مع الحفاظ على متانة اللغة والتراكيب وحرفية رسم الصورة.
وليس بالضرورة وفق رأيه أن يقتصر الأدب الوجيز على نصوص ساخرة قد نجدها في كل صنوف الأدب رغم أنه سخر نتاجه الأدبي لإيصال رسائل ناقدة تعتمد على السخرية المفهومة لكل مستويات القراء.
وبين محمد أن الواقع الذي نحن فيه منذ سنوات فرض نفسه على كتاباته كأي مواطن يحس ويتألم بما حل بنا من ويلات وحروب إضافة إلى نشأته في وسط اجتماعي بسيط وفقير جعله أكثر التصاقاً بواقعه وهواجسه الحياتية.
وعن مجموعته “حبر عاجل” قال محمد “كما تأتي الأخبار العاجلة قصيرة وموجزة جاءت مجموعتي حبراً عاجلاً وموجزاً وقد تنوعت في المضمون واقتربت من كل ما هو متصل في الحياة.. مجموعة ومضات.. لامست الواقع والخيال”.
محمد الذي لم يجرب كتابة القصة الطويلة أو الرواية يصف ميله للكتابة بممارسة التسلية الأدبية بما تيسر له من وقت ومزاج ولا سيما أن الأدب الذي يكتبه مناسب للغة العصر ومنها مواقع التواصل الاجتماعي.
بلال أحمد