الشريط الإخباري

صفحات من نضال سورية ضد الاحتلال الفرنسي في كتاب جديد لإحسان هندي

دمشق-سانا

كان الفصل الأخير من الاحتلال الفرنسي لسورية والذي دام زهاء ربع قرن هو الأكثر دموية ظنا من هذا المستعمر أن ارتكابه المزيد من الجرائم بحق الشعب السوري سيجعله يتراجع عن المطالبة بالاستقلال.

ويقدم المؤرخ الدكتور إحسان هندي في كتاب جديد قام بتحقيقه والتعليق عليه بعنوان (عدوان فرنسا على سورية أيار-حزيران 1945 بقلم الجندي المجهول) صفحات من إرهاب الاحتلال بحق المدنيين السوريين العزل منذ آذار 1945 حيث كانت جرائم الاحتلال مقتصرة على القرى النائية والطرق العامة قبل أن تشمل المدن لتبلغ ذروتها في عدوان 29 أيار من العام نفسه.

ويبين هندي أن الاحتلال الفرنسي كان يتبع سياسة تقوم على ارتكاب جريمة ثم انتظار ردة الفعل وفي حال كان الاثر الشعبي ضدها طفيفا ينتقل لارتكاب جرائم أشد عنفا.

كما يسجل الكتاب الذي صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب الوقائع التي حدثت في سورية جراء إرهاب وعدوان الاحتلال في فترة لا تتجاوز خمسة أسابيع بين الـ 6 من أيار والـ 15 من حزيران عام 1945 وهي فترة حافلة على قصرها بحوادث من النوع الذي يتحول به تاريخ امة بأجمعها من طور إلى طور.

الكتاب الذي جاء من القطع المتوسط وعبر 232 صفحة لم يلم بجميع الوقائع التي جرت في هذه الفترة ولم يحص جميع حوادث الاعتداء والنهب والتنكيل والتمثيل التي ارتكبها الاحتلال فهي كثيرة ويقتضي إحصاؤها وبسطها مجلدات لا مجلدا صغيرا.

كما يخصص الكتاب فصولا عن محادثات السوريين مع سلطات الاحتلال مؤيدة بالوثائق والمستندات الرسمية منذ بدئها حتى توقفها في الـ 19 من أيار 1945 ومطالبة سورية بتشكيل جيش وطني ووقوف لبنان مع السوريين في نضالهم واعتداءات الاحتلال التي طالت محافظات حماة وحلب وإدلب ودير الزور والسويداء.

يذكر أن الدكتور إحسان هندي من مواليد حماة 1931 حائز إجازة في تاريخ وآداب اللغة الفرنسية ودكتوراه دولة في القانون الدولي العام عمل رئيسا لفرع الصحافة في إدارة التوجيه المعنوي بالجيش العربي السوري وكان استاذا للتاريخ والقانون في جامعات سورية والجزائر والمغرب والإمارات وهو عضو في جمعية البحوث والدراسات في اتحاد الكتاب العرب.

رشا محفوض