طرابلس-سانا
وافق جهاز حرس المنشآت النفطية المرابط في منطقة الهلال النفطي شرق ليبيا على وقف إطلاق النار “بصفة مؤقتة” لإفساح المجال أمام فرق الإطفاء المحلية والدولية الراغبة في مكافحة الحرائق الناشبة في خزانات النفط جنوب ميناء السدرة أكبر ميناء نفطي في ليبيا.
وقال الناطق الرسمي باسم غرفة عمليات حرس المنشآت النفطية “على الحاسي” في تصريح لوسائل إعلام محلية اليوم “لا نمانع بوقف إطلاق النار من جانبنا مبدئيا حتى تتمكن فرق مكافحة الحرائق من إطفاء النيران المشتعلة بالخزانات في الميناء منذ الخميس الماضي وتعتبر هدنة وقف إطلاق النار من جانب حرس المنشآت النفطية سارية ما لم يتم الإعتداء علينا”.
وجاء إعلان الموافقة المبدئية على وقف إطلاق النار من جانب جهاز حرس المنشآت النفطية بعد اشتراط إيطاليا قيامها بمهمة إطفاء الحرائق مقابل إيقاف الاشتباكات في الميناء المذكور حيث اندلع حريق في أحد خزانات الوقود منذ أيام نتيجة قصف صاروخي مباشر من قبل إرهابيي “فجر ليبيا” أثناء محاولتهم السيطرة على الموانئ النفطية فيه.
وانتقلت النيران أمس إلى خزانات أخرى ليصل عدد الخزانات المشتعلة إلى خمسة تمكن رجال الإطفاء من السيطرة على خزانين فقط حسبما أكد مسؤولون بشركة “رأس لانوف” النفطية.
إلى ذلك أدانت بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا “يونسميل” بشدة أعمال العنف الأخيرة التي شهدتها ليبيا حيث نفذ مسلحون مجهولون هجمات جديدة استهدفت منشآت نفطية ما أدى إلى اشتعال النار في عدة خزانات.
فيما استمر تدهور الوضع الأمني في ليبيا التي تمزقها الحرب منذ العدوان الذي شنه حلف شمال الأطلسي “الناتو” عليها عام 2011 .
وذكرت البعثة في بيان لها نقلته مصادر محلية أن هذه الهجمات تمثل خرقا صارخا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول ليبيا داعية إلى وقف فوري لهذه الهجمات.
وأكد البيان أن النفط الليبي ملك للشعب الليبي بكامله ويمثل طوق النجاة الاقتصادية للبلاد وجددت دعوتها كل الأطراف من أجل صون منشآت النفط الليبي والإحجام عن أي عمل من شأنه تعريض هذا المورد الاستراتيجي الوطني للخطر.
وأشار البيان إلى أن مسلحين مجهولين شنوا يوم 25 من الشهر الجاري هجوما على منشآت النفط في ميناء السدرة النفطي أدى إلى اشتعال النار في خمسة خزانات للوقود ومقتل أكثر من 20 عسكريا في منطقة الهلال النفطي.
وتابع البيان ان هجوما آخر نفذه مسلحون مجهولون في اليوم ذاته أودى بحياة عدد غير معلوم من حراس محطة كهربائية بالقرب من مدينة سرت الواقعة على ضفاف البحر المتوسط.
وذكر البيان كذلك أن القتال في منطقة “ورشفانة” جنوب غرب طرابلس بين مجموعات مسلحة متناحرة أدى إلى مقتل نحو مئة شخص وإصابة خمسمئة آخرين بجروح في سلسلة من “الأعمال العدائية” التي استمرت منذ أواخر أب وحتى تشرين الأول من العام الحالي.
وكشف البيان أيضا أن المعارك الأخيرة في مرتفعات جبل نفوسة غرب طرابلس أوقعت 170 قتيلا فضلا عن تسببها في أزمة إنسانية مع نزوح ما لا يقل عن 120 ألف شخص عن ديارهم.
وأمام الأحداث التي يشهدها ميناء السدرة حذرت البعثة الأممية من الانعكاسات البيئية والاقتصادية نتيجة تدمير المنشآت النفطية حاثة القوات المتواجدة في الميدان على إظهار تعاون من أجل تمكين رجال الإطفاء من إخماد الحريق.
كما نبهت إلى أن تصعيد “الأعمال العدائية” في منطقة الهلال النفطي لا يهدد فقط بالانعكاس سلبا على اقتصاد ليبيا وإنما يقوض الجهود الجارية من أجل عقد حوار وطني ما يهدد بدوره بتعميق النزاع.
وحثت “يونسميل” الأطراف الفاعلة في ليبيا والمؤثرة فيها على بذل قصارى جهدهم لإنهاء “دوامة العنف عديمة المعنى هذه” مشددة على أنه لن يكون هناك أي منتصر في النزاع الحالي ولاسيما ان العنف المتواصل في منطقة الهلال النفطي وباقي أنحاء ليبيا سيؤدي فقط إلى تعميق الشقاق بين الليبيين وتدمير المزيد من البنية التحتية للبلاد.
وفي وقت أملت فيه ليبيا بزيادة إنتاجها النفطي ليصل إلى مليون برميل يوميا تحاول الميليشيات المتطرفة فيها منذ نحو أسبوعين السيطرة على مناطقها النفطية المعروفة باسم منطقة الهلال النفطي والتي تعد أغنى المناطق الليبية بالنفط حيث تضم مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت وتحوي المخزون الأكبر من النفط إضافة إلى مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة وهي الأهم في ليبيا.