لندن-سانا
أكدت صحيفة الغارديان البريطانية أن المقاتلين الأجانب الذين تدفقوا من كل أنحاء العالم إلى سورية للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش اجبروا بعد ارتكابهم للمجازر وكل الأعمال الإجرامية السوريين على هجر بلداتهم وقراهم وشكلوا قوة مهيمنة في صفوف تلك التنظيمات.
وحول معاناة المواطنين السوريين الذين وجدوا أنفسهم أمام أعداد كبيرة من مقاتلين أجانب أجبروهم بقوة السلاح على ترك منازلهم وقراهم وبلداتهم بعد أن حولوها إلى هياكل اجتماعية هشة يحكمها التطرف الأعمى وغياب القانون ومؤسساته أبلغ محمد الذي أجبرته التنظيمات الإرهابية على هجر بلدته في محافظة إدلب حيث كان يعمل معلما فيها صحيفة الغارديان..هناك الكثير من الأجانب الآن وسبق أن التقيت أشخاصا من أوزبكستان وأوكرانيا وليبيا ما يجعلني أشعر وكأنني ليست في بلدي ففي إحدى المرات كنت اتجول في بلدتي عندما أوقفني شخص تونسي وطلب مني إبراز أوراقي الشخصية وتساءلت بيني وبين نفسي من هو هذا الشخص لكي يقوم بإعطائي الأوامر في وطني وفي بلدتي.
بدوره أكد فيصل الذي كان يعمل في أحد المطاعم قرب الحدود السورية التركية أنه شاهد العديد من المقاتلين الأجانب وهم يعبرون الحدود إلى سورية دون عوائق وقال .. “كان هناك الكثير منهم هنا وجميعهم ذهبوا إلى بلدي وهؤلاء الأشخاص دمرونا ودمروا سورية”.
وكان تقرير لمجلس الأمن الدولي حصلت الغارديان على نسخة منه كشف في تشرين الأول الماضي أن الإرهابيين الأجانب يتدفقون إلى سورية والعراق على نطاق غير مسبوق مع سفر نحو 15 ألف مقاتل أجنبي للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي وتنظيمات متطرفة أخرى.
في هذا السياق أكد المدعو أحمد الذي يعمل في تهريب المقاتلين الأجانب من تركيا إلى سورية للصحيفة البريطانية أن عمليات التهريب تمت بسهولة تامة موضحا أن “الحكومة التركية لم يبدو أنها تمانع مثل تلك العمليات”.
وأضاف إن معظم الأشخاص الذي قام بتهريبهم إلى سورية لم يتقنوا اللغة العربية وكانوا “محافظين دينيا” على حد وصفه.
يشار إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا سمحت لآلاف الإرهابيين القادمين من شتى أصقاع الأرض بالتوجه عبر الحدود إلى سورية والانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية فيها وأقامت لهم معسكرات التدريب وقدمت الدعم اللوجستي والعسكري لهم.
جدير بالذكر أن الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة كان دعا في أيلول الماضي الدول التي أيدت قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2178حول منع تدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود إلى الالتزام به وتطبيقه وإقران الأقوال بالأفعال وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والدول الخليجية.