موسكو-سانا
صدق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الصيغة الجديدة للعقيدة العسكرية لروسيا الاتحادية التي أبقت على نظام استخدام الأسلحة النووية كما كان عليه آخذة بعين الاعتبار التهديدات المرتبطة بالوضع في أوكرانيا وتعزيز قدرات حلف الناتو على الحدود الروسية ونشر منظومات الدرع الصاروخية في العالم.
وقال الكرملين في بيان له اليوم “إن تدقيق العقيدة العسكرية لروسيا الاتحادية جرى وفقا لقرارات مجلس الأمن الروسي في الخامس من تموز العام الماضي كما جرت الموافقة على إدخال بعض التعديلات على الوثيقة في اجتماع مجلس الأمن الروسي في 19 كانون الأول من الشهر الجاري والذي انعقد بشكل طارئ بقيادة الرئيس بوتين”.
وأشار الكرملين في بيانه إلى أن الأحكام المهمة ذات الصلة بالعقيدة العسكرية الحالية ظلت دون تغيير في الصيغة الجديدة وعلى وجه الخصوص جرى الاحتفاظ بالطبيعة الدفاعية للعقيدة العسكرية مع التركيز على التزام روسيا بجنوحها لعدم استخدام القوة العسكرية إلا بعد استنفاد إمكانيات استخدام الإجراءات غير العنيفة مؤكدا أن مبادئ استخدام القوات المسلحة لروسيا الاتحادية وإجراءات استخدام الأسلحة النووية بقيت على حالها دون تغيير.
وقال بيان الكرملين “إن هذه العقيدة تأخذ في الحسبان حقيقة ظهور تهديدات جديدة لروسيا نشأت نتيجة الوضع في أوكرانيا وحولها وكذلك عن الأحداث التي جرت في شمال أفريقيا وسورية والعراق وأفغانستان”.
وأشار إلى أن الصياغة الجديدة للعقيدة العسكرية تأخذ بعين الاعتبار تزايد انتشار القدرات الهجومية لمنظمة حلف شمال الأطلسي قرب الحدود الروسية مباشرة وتدابيره الفعالة بنشر منظومات الدفاع الصاروخي في العالم.
وأضاف البيان “إن الطبعة الجديدة تؤكد كما في السابق على أن روسيا الاتحادية تحتفظ بحقها في استخدام الأسلحة النووية ردا على أي استخدام للأسلحة النووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل ضدها أو ضد حلفائها وفي حالات العدوان على روسيا الاتحادية باستخدام أسلحة تقليدية تهدد وجود الدولة ” مشيرا إلى أن استخدام الأسلحة النووية يتم بقرار من الرئيس الروسي حصراً.
يذكر أن النص الجديد للعقيدة العسكرية لروسيا الاتحادية الذي نشر على موقع الكرملين الالكتروني يشير إلى أن تزايد القدرة العسكرية للناتو يعد أحد الأخطار الخارجية الرئيسية التي تهدد روسيا إضافة إلى منح حلف شمال الأطلسي مهمات ووظائف عالمية يتم تنفيذها مع انتهاك معايير القانون الدولية وكذلك اقتراب البنية التحتية العسكرية للدول الأعضاء في الناتو من الحدود الروسية بما في ذلك عن طريق التوسيع المستمر للحلف وقبول دول جديدة فيه.
وذكر في نص العقيدة أيضا أن من بين التهديدات العسكرية الرئيسية بالنسبة لروسيا هناك إنشاء ونشر منظومة الدفاع المضاد للصواريخ الاستراتيجية التي تقوض الاستقرار العالمي وتخل بتوازن القوى في مجال الصواريخ النووية القائم حاليا وكذلك تنفيذ مفهوم الضربة العالمية الشاملة والنية في نشر الأسلحة في الفضاء الكوني وكذلك نشر أنظمة الأسلحة عالية الدقة الاستراتيجية غير النووية.