الشريط الإخباري

كارثة إنسانية تواجه الفلسطينيين في قطاع غزة جراء تشديد الاحتلال الإسرائيلي حصاره عليه

القدس المحتلة-سانا

معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة تتفاقم جراء تشديد الاحتلال الإسرائيلي حصاره المتواصل للعام الرابع عشر وزاد هذه المعاناة تفشي وباء كورونا في القطاع في ظل إمكانيات صحية ضعيفة وانقطاع الكهرباء لعشرين ساعة يوميا بسبب منع الاحتلال إدخال امدادات الوقود لمحطة توليد الكهرباء الرئيسية في غزة.

المؤسسات الحقوقية والإغاثية الفلسطينية أطلقت نداء استغاثة للمجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لرفع حصاره الظالم عن قطاع غزة ولتقديم المساعدات ولا سيما في ظل انتشار كورونا في مدن وقرى ومخيمات القطاع وتسجيل عشرات الإصابات مؤكدة أن أهالي القطاع يعيشون أسوأ كارثة إنسانية فهم بلا وقود ولا دواء ولا بضائع ولا مياه ولا كهرباء إضافة إلى توقف عجلة الاقتصاد بسبب الحصار.

ومن داخل مخيم المغازي وسط قطاع غزة يقول مصطفى عابد من الإغاثة الطبية الفلسطينية لمراسل سانا إن الوضع الصحي والبيئي في المخيم المغلق للأسبوع الثاني على التوالي بعد اكتشاف بؤر لفيروس كورونا كارثي وخاصة أن مقومات الحياة من كهرباء وماء غير متوفرة بسبب استمرار انقطاع الكهرباء نتيجة الحصار الإسرائيلي.

ويروي عابد جانبا من معاناة أهالي مخيم المغازي قائلاً: هناك كارثة تحدق بالمخيم حيث يعاني 90 بالمئة من قاطنيه انعدام الأمن الغذائي بينما المنازل دون مياه وكهرباء في منازل صغيرة مكتظة بساكنيها في ظل حرارة الصيف.

وأوضح عابد أن الأمر لا يتوقف على مخيم المغازي فكل مناطق القطاع تعيش كارثة صحية وبيئية والمراكز الصحية والخدماتية باتت عاجزة عن تقديم الخدمات وهناك تخوف من اتساع دائرة تفشي وباء كورونا خلال الأيام القادمة وهذا سيزيد الكارثة ومعاناة الفلسطينيين في ظل النقص الحاد في الدواء والمستلزمات الطبية.

بدوره قال مدير الإغاثة الطبية الفلسطينية في قطاع غزة علاء ياغي إن المراكز الطبية والمستشفيات تعيش في مأزق خطير في ظل الحصار والذي ترافق مع انتشار كورونا الذي استنزف الأطقم الطبية في ظل الإمكانيات الضعيفة وخاصة أن العجز في مخزون أدوية الأمراض المزمنة يزيد على 60 بالمئة وعدد الأسرة المتاحة في المستشفيات لا يتجاوز 20 سريرا.

وعن واقع المرضى داخل المراكز الصحية في غزة في ظل حصار الاحتلال الإسرائيلي ووباء كورونا أكد فتحي أبو وردة مستشار وزيرة الصحة الفلسطينية أن الخارطة الوبائية لفيروس كورونا تتسع في قطاع غزة في ظل واقع صعب للمرافق الصحية التي هي بحاجة لمساندة عاجلة من المجتمع الدولي للسيطرة على وباء كورونا مبينا أن المسحات المخبرية للفيروس قاربت على النفاد والمطلوب توفير أجهزة ومعدات وامكانيات طبية لتطويق الوباء ومنعه من الانتشار في صفوف الفلسطينيين.

وأشار أبو وردة إلى أن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة بفعل الحصار الإسرائيلي بات يهدد حياة 600 مريض بالفشل الكلوي الذين هم بحاجة للعلاج إضافة للأطفال الخدج والمصابين بالأمراض المزمنة.

الباحث الحقوقي سمير زقوت لفت إلى أن هناك أزمة إنسانية في كل مرافق القطاع بسبب تشديد الحصار الإسرائيلي وزاد الأمر سوءا تفشي وباء كورونا وتسجيل وفيات وعشرات الإصابات موضحا أن تفشي الوباء يأتي في ظل عدم توفر أجهزة تنفس كافية ولا علاج لمكافحة وباء كورونا فالمتوفر من هذه الأجهزة في المستشفيات والمراكز الصحية 93 جهازا فقط الأمر الذي يشكل خطورة بالغة على حياة المرضى والمصابين بفيروس كورونا.

وطالب زقوت المجتمع الدولي بالتحرك الفوري ووقف ما يرتكبه الاحتلال من جرائم وضرورة رفع الحصار الجائر عن قطاع غزة وإدخال كل الاحتياجات والبضائع والوقود المخصص لتشغيل محطة توليد الكهرباء وكذلك رفع الحصار البحري وتمكين الصيادين من ممارسة مهنتهم وتوفير الدعم الإنساني والطبي العاجل دعما لقدرة الأطقم الطبية على مواجهة كورونا ولضمان استمرار تقديم الخدمات الحيوية لأهالي القطاع.

عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة أوضح أن الاحتلال يستغل وباء كورونا لمفاقمة معاناة الفلسطينيين في القطاع عبر حرمانهم من أبسط مقومات الحياة من ماء وكهرباء ودواء ومنع الصيد لكن ذلك لن يزيدهم إلا صمودا ومواصلة طريق المقاومة لانتزاع حقوقهم المشروعة.

محمد أبو شباب