إياد حنا يستعد لعمل أوركسترالي ضخم ويطالب بإحياء الفن السوري الصافي

دمشق-سانا

يعكف الملحن والمطرب السوري الشاب إياد حنا على الإعداد لعمل أوركسترالي بعنوان “ملك البسطاء” كمشروع موسيقي ينادي بالحب والتسامح والسلام.

وقال حنا خلال حوار مع “سانا” أنه بموازاة الإعداد لهذا العمل الضخم يشرع حاليا للإعداد لأغنية جديدة من تأليفه وتلحينه وتوزيع المايسترو نظير مواس تحمل عنوان “نار” تعتمد على نمط الدبكة الشعبية السورية بصورة تواكب العصر بحداثتها مع المحافظة على القيمة والمحتوى الفنيين.

وأضاف حنا لدي أكثر من رسالة فنية أعمل عليها منذ سنوات إضافة إلى الانتاج الفني الملتزم الذي يرفع الذائقة العامة والعمل على البحث والدراسة بشكل دؤوب ومستمر لأنها تسهم في تطور التربية الموسيقية لبناء المجتمع ككل وهذا ما دفعني إلى التقدم لماجستير الدراسات العليا في التربية الموسيقية بجامعة دمشق.

أما مشروعه الفني فهو تربوي كما يبينه بهدف تقديم الموسيقا بشكل ممنهج ومدروس وخصوصا للأطفال تحت شعار الموسيقا للجميع انطلاقا من إيمانه بأن التربية الموسيقية تسهم بتهذيب وصقل روح الإنسان.

ويلفت حنا إلى ضرورة الربط بين تطور المجتمع والفن والثقافة التي تقدم بهذا المجتمع مستشهدا بقول أرسطو “نستطيع أن نحكم على مجتمع معين من خلال الثقافة والفن الذي يقدمه “لذلك فهو يبحث عن الكلمة الهادفة التي تؤدي رسالة فليس المهم عنده البحث عن كلمة تسهم في شهرته ونجاحه الشخصي وتكون خالية من محتوى مفيد أو رسالة أخلاقية تساهم في حل مشكلة معنية بالمجتمع.

وعن مقومات الأغنية الناجحة يرى حنا أن الكلمة هي الأساس فيجب أن تتضمن الأغنية فكرة عميقة وغاية أخلاقية أو حالة وجدانية تعبر عن إحساس معين لإنسان راق ينقل هذا الإحساس سواء كان الحب أو الوطن أو التغني بجمال الطبيعة أو حتى جمع هذه الحالات مع بعضها.

واللحن هو العامل الثاني في نجاح الأغنية وفقا لحنا وذلك يعتمد على المقومات التي يمتلكها الملحن مثل الجانب الأكاديمي وإدراك المقامات وكيفية التنقل بسلاسة ودراسة للنص الملحن لكي يترجم بشكل سليم لأنهم جميعهم كل متكامل فلا نستطيع فصل الكلمة عن اللحن مشيرا إلى وجود حالات إبداعية نادرة وفريدة مثل الراحل فلمون وهبة الذي قدم العشرات من الألحان مجبولة ببيئته ممتلئة بثقافة الأرض والجبل والزيتون.

واعتبر حنا أن هناك شحا كبيرا بما يسمى “الناقد الموسيقي” فالقليل من الموسيقيين الأكاديميين الذين درسوا الموسيقا بشكل اختصاصي وأكاديمي عملوا بمجال النقد الفني عموما ورأى أن الأغنية السورية “تعاني احتضارا” بسبب البحث من بعض الفنانين عن الشهرة والمال بالدرجة الأولى بغض النظر عن تقديم الفن السليم المتزن الأصيل الهادف.

ودعا حنا إلى إحياء الفن السوري الصافي الذي بدأ “ينقرض” لولا بعض الموسيقيين المبدعين المحترفين الذين ما زالوا يقدمون أعمالا فنية خالية من الشوائب الغربية.

ويشير حنا إلى أنه ضد برامج الهواة التي تقدمها القنوات الفضائية بكل أشكالها معتبرا أنها برامج مسيسة ذات منحى سياسي الهدف منها الترويج لأفكار معينة بعيدة عن الفن وغايته السامية والمنافسة الشريفة مؤكدا أنه لا يفكر بالمشاركة في هكذا نوع من البرامج لأن من يقيم المشاركين في هذه البرامج أو يمنحهم الألقاب “غالبا ممن لا يفقهون شيئا بالموسيقا ولا الفن”.

يذكر أن إياد حنا مطرب سوري يعمل مدرسا في جامعة البعث بقسم الغناء الأوبرالي بكلية الموسيقا وأستاذ لمادة الصولفيج في معهد صلحي الوادي ومعهد محمد عبد الكريم بحمص.

محمد الخضر- ميس العاني