“حجار القلعة” عرض غنائي راقص يجسد اللوحة الفسيفسائية السورية بمختلف مكوناتها

اللاذقية-سانا

لوحات فنية راقصة تعكس الفسيفساء السوري الغني بالتراث والتنوع والأصالة جسدتها فرقة جلنار المسرحية عبر مشاركتها في مهرجان الميلاد السوري الذي تقيمه وزارة الثقافة بمناسبة الأعياد المجيدة في عدد من المحافظات من ضمنها اللاذقية التي تستضيف يوميا فرقا مسرحية راقصة من مختلف أنحاء سورية على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون.

“حجار القلعة..هذا هو عنوان عرضنا الذي نقدمه للمرة الأولى في محافظة اللاذقية” يقول علي شريف حمدان مدير الفرقة ومدرب الرقصات في حديثه لنشرة سانا الثقافية مشيرا إلى أن فكرة العرض تحاول الإضاءة على التعدد الثقافي والجغرافي والحضاري الذي تحتويه سورية من خلال استعراض العادات والتقاليد والأزياء التراثية التي تشكل بمجموعها الصورة الحقيقية لسورية الغنية بمكوناتها .

ويرى مدير الفرقة أن رسالة العرض تؤكد أن الوطن هو أم برحم كبير يضم كل أبنائها فسورية بكل مكوناتها تكون مثل القلعة ومن هنا تم اختيار اسم العمل الذي يعد رسالة سلام ومحبة سورية خالصة لكل أنحاء العالم.

ويضيف .. استمر العرض لمدة 45 دقيقة عمدنا خلالها لأخذ اقتباس صغير من كل منطقة سورية لنشمل جميع المناطق التي تتميز بموسيقا وأهازيج وأزياء تعطيها انطباعا وميزة مختلفة عن الأخرى بمشاركة 25 راقصا وراقصة من الجيل الشاب حصرا في الفرقة قاموا بتجسيد هذه اللوحات وهي مبادرة خاصة من إدارة فرقة جلنار لنقول للعالم إننا قادرون على العطاء رغم جميع الظروف وإن سورية ولادة ومنتجة وغنية بعقول أبنائها ومواهبهم.

من جهته تحدث الممثل يوسف مقبل عن دور الراوي الذي يلعبه في العرض مشيرا إلى أن حجار القلعة هي محاولة لدمج الدراما بالرقص ليصل العرض لحالة تشبه المسرح الغنائي الراقص.

وأضاف اعتمدت في دوري الذي يعد محوريا في العمل على إلقاء مجموعة أشعار محكية تتحدث عن تفاصيل لها علاقة بالفسيفساء السورية فالقصة تبدأ من دمشق لتنتقل بعدها لمختلف أنحاء سورية فكل منطقة أو مدينة تمثل حجرا من حجارة القلعة السورية علما أننا قدمنا العمل للمرة الأولى في قلعة دمشق واستحضرنا روح المكان ومعماره المتميز مما أعطاه نكهة مميزة وأثرا قويا .

أما الراقصون المؤدون للوحات العرض أكدوا أن كل عنصر منهم حاول إضافة شيء من روحه أثناء الأداء على المسرح رغم تشابه الحركات بينهم واتفاقهم على أدائها بروح فريق واحد.

الراقصة آلاء السعدي اعتبرت أن حضورها في كل اللوحات دفعها للتحضير بشكل كبير لتظهر بأسلوب لائق على المسرح لتنال إعجاب جمهور اللاذقية الذي كان تفاعله رائعا مع العرض بينما أشارت زميلتها نورا الفحل إلى أن كل لوحة تتميز بغنى وتنوع في الأزياء والموسيقا والحركات كما أن الإكسسوارات المستخدمة أضافت تفاصيل مميزة ولاسيما في لوحة العرس ولوحة الملوحة وتتابع ..اعتمد على حركات الوجه والغناء الفردي أثناء الرقص لأصل لحالة عالية من الانسجام بشكل أقرب إلى التمثيل مستعينة بالتدريب الدائم وتعلم تقنيات جديدة تزيد من جودة ما نقدمه للجمهور .

وتحدث الراقص موفق الدعبل عن أهمية تعريف الجمهور بهم كمجموعة شبابية لها شغف كبير بالرقص على المسرح وذلك من خلال المهرجانات الثقافية ولا سيما خلال فترات العيد التي يحتاج الناس بها لحضور ما ينشر الفرح في صدورهم وهذا ما لمسته الفرقة من الحضور الذي سجله جمهور اللاذقية الذواق لكل ما هو تراثي وأصيل.

يذكر أن فرقة جلنار لفنون الأداء تأسست عام 1997 وتضم أكثر من 40 راقصا وراقصة ولها العديد من المشاركات في مهرجانات سورية وعربية وجولات فنية في عدد من البلدان الأوروبية كما قدمت عددا من الأعمال الدرامية الخاصة بها كنقوش زمنية “الدومري” و أرابيسك “دمشق” مدينة عشيقة الهوى .

ياسمين كروم