الشريط الإخباري

الشاعر مهند صقور: من الخطأ القول إن القصيدة العمودية لا يمكنها احتواء معطيات الحداثة

دمشق-سانا

يقول الشاعر مهند صقور.. إن الشعر “نوع من أنواع الوحي وصورة له في واديه المقدس “عبقر” لذلك كان من الضروري إشراقه على الشعراء لغزله قصائد وملاحم تخلد إلى الأبد”.

الشاعر صقور أوضح في حديث مع سانا أن الشاعر هو الكائن الهارب من الشعر إلى الشعر الطاعن ذاته لينزف بيتاً يخلده في ذلك الوادي الذي لم يقل يوماً وجدتها أي الحقيقة وهو الفينيق العابر للغة ولم تكفه أبجديته لكتابة جرح وطن يقول ما يعجز الغير عن قوله ويعيد صياغة الموجودات بعجن لغته الشعرية بماء البقاء لافتاً إلى أن الشعر يجب ألا يكون عشوائياً مفككاً لأن هناك كائناً جميلاً رصيناً هو الناقد يترصد كتاباته الشعرية.

وبين صقور أنه حتى تكون شاعراً في ظل هذا اللهاث المحموم المستعر وراء المادة عليك امتلاك الأدوات لخوض المضمار بأقل الخسائر وأن يتحول وزنك إلى كتلة من الحيرة والشك والمعاناة والهواجس وتكون خلاياك مشدودة إلى أمشاج التوريات والاستعارات وشرايين التشابيه وأعصاب المجاز وأن تزوج أقدامك للطريق بمطباته زواجا شرعياً لتجيء قصيدة حلالاً لا ترقى الشكوك لحرمتها وإلا فأنت ونتاجك في مهب الرياح.

وحول النزعة الصوفية في شعره أوضح صقور أن ذلك محاولة للخروج من البديهي العشوائي إلى البديهي العقلي الروحي فالإنسان منذ وعيه للحياة والشعر يمثل القلق الوجودي الممزوج بدراية الإنسان وجهله وبالتالي كلما صفعته الأسئلة ازداد نزف حيرته وأغرته مفاتن الأسئلة التي لا تقف عند حدودها اللغوية والمعرفية وإنما تمتد عبر الامتزاج بالمشاعر للخروج بمقاطع غنائية حارة.

ويتابع إنه يكون بعدها الشعر ويبدأ الشاعر مغامرة استكشافية عن ذاته في حوار مع الاشياء من خلال ما تسمى “الشطحات” التي تعتبر عنصراً مهماً في الصوفية حيث تتوهج القصيدة لأنها محاولة ماكرة وبريئة لإبداع حالة من الانسجام بين الواقع المعاش والمتخيل المشتهى.

وأشار صقور إلى أنه من الخطأ القول إن القصيدة العمودية لا يمكنها احتواء معطيات الحداثة فهي أقدر من غيرها على ذلك وهذا يتوقف بالدرجة الأولى على الشاعر وما يمتلكه من أدوات تمكنه من بث روح الحداثة فيما يكتبه.

ويرى صقور أن العلاقة بين الشعر والموسيقا علاقة عضوية تنظمها ميول النفس الإنسانية ورغباتها التي يؤثر فيها من الشعر إيقاعه قبل كل شيء ويجب المواءمة بين الانفعال والوزن فنغمة القصيدة تتناسب مع طبيعة الشاعر النفسية والمشاعر التي يثيرها الغرض فالموسيقا كما عند ابن سينا لغة الروح الأبلغ وهي لا تتوقف عند الجمال بل تتعداه إلى فضاءات أخرى لا حصر لها.

وعن مجموعتيه الشعريتين “زينبية الشروق.. جمر القصيد” أوضح صقور أن مواضيعهما تتنوع بين الوطني والوجداني فمن المجموعة الأولى “زينبية الشروق” يقول: “أماه عيدك رب العرش باركه .. في معبد الحب قرآن به نطقا.. هذي بلادي باسم الله مزقها .. ذؤبان عرب وجذوا الهام والعنقا”.

ومن “جمر القصيد” قصيدة حملت عنوان المجموعة يقول فيها: “وإليك يا سيف القصيد أزفها .. عصماء تشعل جمرة الشهداء.. أهديتها للقدس قدس عروبتي .. باسم المسيح وأمه العذراء”.

وعن قصيدة النثر أوضح صقور أن المسألة الأساسية لا تكمن في النمط الشعري وإنما في الحكم القيمة على المنتج هل هو شعر أم لا … ومما لا شك فيه أن الكتابة النثرية سواء اتفق على تسميتها بالقصيدة النثرية أم لا فهي في البدء والختام تعطي انعكاسا لصاحبها.

وحول المشهد الشعري الحالي يرى صقور أن العالم المادي يجتاح العالم المعنوي ويسخر كل ما فيه لإبادة الشعر ويقيس القيم بصناعاته العسكرية بدلا من دفء المشاعر الإنسانية لافتا إلى أنه أنجز ثلاث مجموعات شعرية وطنية قرأها وقدم لها كبار الشعراء والنقاد حملت العناوين “جمر القصيد-ارتعاش اللهب -ووهبنا له القصيد” حاكت هموم الوطن والمجتمع في ظل الحرب الإرهابية على سورية.

بلال أحمد