الشريط الإخباري

 المؤتمر العلمي للباحثين السوريين المغتربين يوصي بالتركيز على البحوث الاستشرافية للتقانات الحديثة

دمشق-سانا

أوصى المشاركون في ختام المؤتمر العلمي الثاني للباحثين السوريين المغتربين بضرورة التركيز على البحوث الاستشرافية للتقانات الحديثة وتطبيقاتها الملحة في سورية  بالتعاون مع باحثين مغتربين ومنظمات دولية “كالإسكوا واليونيسكو” لتحديد الأولويات الابتكارية الصناعية  في مرحلة إعادة الإعمار.

ودعا المشاركون في المؤتمر إلى العمل على تحويل شعار التحول إلى اقتصاد المعرفة إلى واقع من خلال برامج وخطط تنفيذية وتطوير وتحديث السياسة الوطنية للعلوم والتقانة والابتكار بناء على الواقع السوري المستجد وتأسيس صندوق لدعم الابتكار في الهيئة العليا للبحث العلمي يمول عبر تخصيص نسبة من عائدات المؤسسات العامة والخاصة لا تقل عن 1 بالمئة وتأسيس مخابر ومراكز بحثية بالشراكة بين الجهات العلمية البحثية العامة والخاصة في المجالات العلمية والتقنية ذات الأولوية حسب نتائج الاستشراف ودعم الصناعات التقانية كالبرمجيات وطرح مشروع وطني لتعزيز البنية التحتية للبيانات المكانية وإدارة الأراضي.

وفي محور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دعا المشاركون إلى تطوير القدرات المحلية العاملة في مجال الأمن السيبراني “أمن المعلومات” وإقامة شراكات مع مؤسسات محلية وعالمية مختصة في هذا المجال لتبادل الآراء والاستفادة من الخبرات وتطوير خطة تقييم شاملة دورية لضمان سلامة مكونات منظومة المعلومات والاتصالات واستخدام التقانات الذكية لتحليل البيانات وبناء منظومات دعم القرار والتنسيق مع الجامعات السورية “كليات الطب والهندسة الطبية” ونقابة الأطباء للتعريف بأهمية تصميم الترميمات الوجهية بمساعدة الحاسب وتصنيعها باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد وإيجاد نظام ذكي للتنبؤ بتكلفة المنازل المتضررة نتيجة الحرب على سورية.

وفي محور التكنولوجيا الحيوية لفت المشاركون إلى أهمية التحديث المستمر للمناهج الدراسية ذات الصلة بالتقانة الحيوية وتطوير المعرفة والخبرة للباحثين المحليين بالتعاون مع الباحثين المغتربين والجهات العلمية البحثية التي يعملون بها ووضع إطار وطني ناظم للتعديلات الوراثية المسموحة لدى الحيوان والنبات وأنواع الحيوانات والنباتات المسموح تعديلها وراثياً والجينات المسموح التعامل معها وتعميق الدراسات على الخلايا الجذعية السرطانية لاستخدامها كنماذج  لدراسة فاعلية المعالجات الدوائية المقترحة والاستفادة من النمذجة ثلاثية الأبعاد المتقدمة في إنشاء قاعدة بيانات للحالات الصحية للشرايين الطرفية وتزويد المشافي بها والتي تمكن الأطباء من معرفة حالة شرايين المراجعين قبل ظهور الأعراض.

وفي محور التكنولوجيا النانوية دعا المشاركون إلى إعداد استراتيجية وطنية لتقانة النانو وتحديد المجالات ذات الأولوية لدخول تقانة النانو إليها التي تحتاجها السوق المحلية من جهة وتتوفر القدرة على النجاح بها من جهة أخرى وإعداد دليل موحد لقواعد الأمان والسلامة للباحثين والعاملين بتقانة النانو وإحداث مركز وطني “أو هيئة عامة” لتقانة النانو في سورية.

وفي محور تكنولوجيا الطاقة والبيئة أوصى المشاركون بوضع خارطة طريق لاستثمار الموارد الطبيعية المتوفرة محلياً لإنتاج مصادر للطاقة الأولية الصديقة للبيئة مثل “الديزل الأخضر وزيت البيرين” واستثمار البيانات المكانية لوضع خريطة توجيهية للمناطق الزراعية “القمح الشتوي حوض اليرموك” والتواصل مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة حول إمكانية الاستفادة من البحث المقدم إلى المؤتمر حول “الرخويات البحرية كمؤشرات حيوية ودورها في المعالجة البيئية للتلوث المعدني في المياه الشاطئية السورية” ودراسة الجدوى الاقتصادية لأعلاف الهيدروبونيك والأعلاف البيولوجية المحلية كبديل عن الأعلاف الجافة والمستوردة.

وشدد المشاركون في ختام المؤتمر على ضرورة إعداد استراتيجية متكاملة للتواصل مع الباحثين المغتربين لمعالجة مشكلاتهم وتأمين بيئة جاذبة لهم بالتعاون مع الجهات المعنية وتطوير برامج المؤتمرات القادمة بحيث لا تقتصر على تقديم بحوث علمية بل أن تشمل عروضاً ومحاضرات ومعلومات تقدمها جهات حكومية وتمس اهتمامات الباحثين المغتربين وتنظيم ندوات اختصاصية افتراضية تتناول المواضيع الملحة” مواضيع الساعة”.

وأشار المشاركون إلى أهمية قيام الهيئة العليا للبحث العلمي وفقاً لمهامها في التشبيك بتنظيم نشاطات افتراضية للباحثين المغتربين في الجهات العلمية البحثية “محاضرات وعروض بحثية ولقاءات علمية” واستمرار الفعالية الافتراضية في المؤتمرات اللاحقة التي ستعود للانعقاد بشكل فعلي والعمل على استضافة أحد الباحثين المتميزين من جنسية أخرى “عربية أو أجنبية” في كل مؤتمر قادم والعمل على عقد مؤتمر أو أكثر من المؤتمرات القادمة في إحدى دول الاغتراب التي تحوي عدداً كبيراً من الباحثين السوريين عندما تصبح الظروف مؤاتية وتوجيه المشاركين في المؤتمرات القادمة بضرورة إنهاء أوراق مشاركاتهم بتوصيات ومقترحات يمكن تطبيقها في سورية.

وفي الجلسة الختامية للمؤتمر تمت مناقشة وتحديد الجهات والوزارات والمؤسسات العلمية التي من الممكن أن تستفيد من الأبحاث المقدمة للمؤتمر وكذلك الشراكات المحتملة للباحثين السوريين المغتربين مع الجهات التنفيذية والأكاديمية المحلية وإطلاق موقع إلكتروني للمؤتمر يمكن أن يتواصل من خلاله الباحثون المغتربون الراغبون بتقديم خبراتهم مع الهيئة التي ستقوم بدورها كجهة تنسيقية بأخذ هذه الخبرات والمعلومات ومتابعتها مع الجهات المعنية.

وأكد الدكتور مجد الجمالي مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي في تصريح للإعلاميين أنه سيتم إرسال نتائج الأبحاث المقدمة للمؤتمر إلى الجهات المعنية التي تم تحديدها لكل بحث اعتباراً من الأسبوع القادم.

وكانت أعمال المؤتمر العلمي الثاني للباحثين السوريين المغتربين انطلقت أمس الأول “عن بعد” في مقر الهيئة العليا للبحث العلمي بدمشق تحت عنوان “نحو اقتصاد المعرفة .. دور الباحثين السوريين في الوطن والمغترب” وذلك بالتعاون والشراكة بين الهيئة ووزارة الخارجية والمغتربين وشبكة العلماء والتقانيين والمجددين والمبتكرين السوريين في المغترب “نوستيا” وهيئة التخطيط والتعاون الدولي والمدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية.

وشارك في المؤتمر باحثون سوريون محليون ومغتربون في 15 دولة وهو يهدف إلى تأسيس شراكات بحثية وتطبيقية فاعلة بين الباحثين السوريين في الوطن والمغترب.

 

هيلانه الهندي وسكينة محمد