الشريط الإخباري

الكوادر الطبية..تجسيد حقيقي لمعنى الإخلاص في العمل

دمشق-سانا

إصابة الكوادر الطبية بفيروس كورونا ليست “وصمة عار” وإنما جزء من التضحيات التي يقدمها أي طبيب أو ممرض أثناء تأدية مهمته الإنسانية في إنقاذ حياة المرضى ورعايتهم وعلاجهم وهي من ضمن مخاطر عمله كما يقول الطبيب المقيم بقسم الجراحة البولية بمشفى دمشق حماد خليفة.

الدكتور خليفة تخرج من قسم العزل بمشفى ابن رشد السبت الماضي بعد شفائه من فيروس كورونا بين لمندوبة سانا أن إصابته اكتشفت بعد إجراء مسحة له كونه كان من المخالطين لحالة مؤكدة راجعت المشفى في وقت سابق لكنه لم يعان من أي أعراض وهو الآن بصحة ممتازة لافتاً إلى أن واجب الكوادر الطبية بمختلف الاختصاصات التحلي بالمسؤولية والقيام بواجبهم الإنساني بتقديم الرعاية الطبية للمرضى دون تردد مع الالتزام بكل إجراءات الحماية الشخصية.

ولفت الدكتور خليفة إلى أنه سيعود إلى عمله بعد انتهاء فترة الحجر المنزلي دون خوف منوهاً بجهود الجيش الأبيض المتواصلة في التصدي لفيروس كورونا لكونهم في خطوط الدفاع الأولى لتأمين سلامة المجتمع والعناية بالمرضى رغم أحلك الظروف التي فرضتها الحرب الإرهابية على سورية.

ويقول الطبيب المقيم إن الإصابة بكورونا ليست من اختيار المريض ولا تعني الموت المحتم فالغالبية العظمى من الإصابات لا عرضية وإن كانت عرضية فأعراضها خفيفة ونسب الشفاء عالية وإنما يخشى من الإصابة به على المرضى ضعيفي المناعة والمصابين بأمراض مزمنة وكبار السن والذين لأجلهم يجب علينا أن نكافح هذا الفيروس ونكسر حلقة العدوى ونلتزم بالإجراءات الوقائية.

وبتجربة مماثلة واجهت الممرضة بمشفى المواساة الجامعي بدمشق بشرى طليعة مرض كورونا الذي أصيبت به أثناء أدائها لعملها وشفيت منه بعد سبعة عشر يوماً من إقامتها بمركز العزل الطبي بمشفى قطنا بريف دمشق.

وعن إصابة العاملين الصحيين بالفيروس قالت طليعة “نحن نقوم بواجبنا المهني والإنساني فالخوف من الإصابة لم يثنينا عن أداء الواجب واحتمال انتقال العدوى لنا أثناء العمل أمر وارد بدرجة عالية رغم التزامنا بإجراءات الوقاية لأننا على تماس مباشر مع الحالات المصابة أو المشتبه بإصابتها” مشيرة إلى أن العامل النفسي له دور كبير في الشفاء فكلما كان المصاب متقبلاً للمرض ولديه إيمان بالشفاء سيكون الأمر سهلاً عليه.

وأكدت طليعة أن إصابتها وضعتها بتجربة اكتشفت من خلالها صعوبة العمل من جهة وقدسيته من جهة أخرى وستعود لعملها بكل نشاط لتتابع أداء واجباتها.

من جانبه لفت الدكتور مجد كيالي اختصاصي أمراض الأنف والأذن والحنجرة إلى أن تجربة الإصابة بفيروس كورونا لا تختلف عن الإصابة بأي مرض معد آخر فهو احتمال وارد بنسب عالية للكوادر الطبية التي تعمل خلال فترة انتشار الأوبئة والأمراض السارية حتى مع التزامها بإجراءات الحماية كاملة منوهاً بجهود زملائه لجهة تقديم الرعاية الطبية له وللكوادر الصحية التي أصيبت بالفيروس خلال فترة إقامتهم بمركز العزل الطبي بمشفى قطنا ومتابعتهم حتى الشفاء.

وأكد الدكتور كيالي ضرورة توعية المواطنين بأهمية الالتزام بالإجراءات الصحية للوقاية من فيروس كورونا لكونه شديد السراية معتبراً أن مظاهر الاستهتار بهذه الإجراءات التي نراها أحياناً تعد مؤشراً غير سليم ويجب العمل على رفع التوعية الصحية بالعودة للالتزام بهذه الإجراءات من جهة وتصحيح الصورة المشوهة التي يحملها بعض الأشخاص حول الكوادر الصحية التي انتقلت لها عدوى الإصابة بالفيروس من جهة أخرى فهي ليست وصمة بقدر ما هي نتاج عمل وجهد وجزء من المخاطر التي تحملها المهنة التي اخترناها ونعمل بها بكل مسؤولية وحرص لتحقيق الأمان الصحي.

رئيسة نقابة التمريض والمهن الطبية والصحية يسرى ماليل لفتت إلى أن العاملين في المهن الطبية يعون تماماً الدور الإنساني والوطني المطلوب منهم في التصدي لفيروس كورونا ويعملون بكل إخلاص لترجمة ذلك في مختلف الظروف واستمروا بالعمل في مؤسساتهم الصحية من مشاف ومراكز وعيادات بظروف استثنائية مقدمين أنموذجاً بالتضحية.

ولفتت ماليل إلى أن الظروف التي فرضها وباء كورونا تطلبت من الكوادر الصحية بذل مزيد من الجهود رغم ما يحمله هذا العمل من مخاطر على حياتهم وحياة أسرهم معتبرة أنهم كانوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم وعملوا بكل أمانة لتأدية الدور بكل تفان وإخلاص لضمان الأمن الصحي.

إيناس سفان

انظر ايضاً

علماء يكتشفون نقطة ضعف لفيروس كورونا

واشنطن-سانا كشفت دراسة جديدة عن الوصول إلى نقطة ضعف لفيروس كورونا، وهي اعتماده على البروتينات …