الاحتلال الإسرائيلي يفاقم معاناة الأسرى الفلسطينيين جراء جعلهم فريسة للأمراض آخرها كورونا

القدس المحتلة-سانا

في الوقت الذي تسعى فيه البشرية إلى مواجهة وباء كورونا تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال مئات الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى والجرحى دون أدنى اعتبار للمخاطر المحيطة بمصير الأسرى جراء انتشار الوباء حيث اعتقلت قوات الاحتلال 1363 فلسطينيا منذ بداية تفشيه في آذار الماضي.

مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان الفلسطينية أوضحت في تقرير لها أن عدد الأسرى في معتقلات الاحتلال وصل حتى نهاية الشهر الماضي إلى 4700 أسير بينهم 160 طفلاً و41 سيدة مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال استمرت في إجراءاتها التعسفية بحق المعتقلين وصعدت عمليات اقتحام المعتقلات والتنكيل بالأسرى ولم تتخذ الإجراءات اللازمة ولم توفر مواد التعقيم والتنظيف لحماية الأسرى من خطر الإصابة بفيروس كورونا ما فاقم حدة القلق لدى الأسرى وذويهم في ظل استمرار الاكتظاظ الكبير داخل المعتقلات وقلة التهوية والمساحة الصغيرة التي تعد مكانا مناسبا لانتشار الأمراض والأوبئة.

هيئة شؤون الاسرى والمحررين أعلنت قبل يومين إصابة الأسير المريض بالسرطان كمال أبو وعر 46 عاماً الذي يقبع في معتقلات الاحتلال منذ 17 عاما بفيروس كورونا مبينة أن سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى هي من جعلتهم عرضة للفيروس ولكل الأوبئة والأمراض الخطيرة التي تهدد حياتهم.

ودعت المنظمات والمؤسسات الدولية التي تعنى بشؤون الأسرى إلى إرسال لجنة دولية للاطلاع على ظروف الأسرى في المعتقلات ومراقبة الإجراءات الصحية اللازمة لمنع انتشار الوباء والضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن جميع الأسرى وخاصة المرضى وكبار السن والأطفال والنساء.

من جهتها أكدت منظمة التحرير الفلسطينية أنه تم تحذير المجتمع الدولي طيلة الأشهر الماضية من خطر انتشار الفيروس داخل المعتقلات ومناشدة جميع الدول والمنظمات الحقوقية للتدخل إلا أن عدم تجاوب الاحتلال مع المطالبات الفلسطينية والدولية أدى إلى استشهاد الأسير سعدي الغرابلي قبل أيام جراء الإهمال الطبي ومن ثم إصابة الأسير أبو وعر بفيروس كورونا الأمر الذي بات يملي على المجتمع الدولي التحرك الفوري والفعلي والعمل على إرسال لجنة تفتيش وتحقيق دولية إلى معتقلات الاحتلال للوقوف على معاناة الأسرى الفلسطينيين والتأكد من توفير الإجراءات اللازمة لمنع تفشي فيروس كورونا داخل المعتقلات.

رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة قال في تصريح لمراسل سانا إن إصابة الأسير أبو وعر بالسرطان ووباء كورونا هي نتيجة لسياسات الاحتلال القائمة على جعل أجساد الأسرى مرتعا للأمراض والأوبئة والاستهتار بحياتهم لافتا إلى أن هناك حالات كثيرة في صفوف الأسرى يتم اكتشافها بشكل مستمر مصابة بالأمراض المزمنة وأن هناك إصابات مؤكدة بفيروس كورونا في صفوف الأسرى يتكتم الاحتلال عنها.

وأكد فروانة أن الاحتلال يوفر البيئة لانتشار العدوى بفيروس كورونا في المعتقلات من خلال عدم توفيره الإجراءات الاحترازية اللازمة وتعمده مخالطة سجانيه المصابين بالوباء مع الأسرى وهو ما حدث مع الأسير أبو وعر مشيرا إلى أن التخوف هو من الانتشار الواسع للوباء في صفوف الأسرى خلال الفترة القادمة وهو ما يعمل عليه الاحتلال ضمن ممارساته الإجرامية بحقهم من خلال الاستهتار بحياتهم وجعلهم فريسة للأمراض لتنهش أجسادهم.

عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والأسير المحرر أحمد أبو السعود أوضح أن الاحتلال يواصل سياسة القتل البطيء بحق الأسرى الأمر الذي أدى إلى استشهاد 224 أسيرا في معتقلات الاحتلال كان أحدثهم سعدي الغرابلي ما يتطلب من المؤسسات الدولية التحرك بشكل عاجل لإنقاذ حياة الأسرى وخاصة المصابين بأمراض مزمنة والذين سيزيد وباء كورونا أوضاعهم سوءا في حال إصابتهم به ويعرض حياتهم لخطر الموت في أي لحظة.

رئيس جمعية حسام للأسرى والمحررين موفق حميد أشار إلى أن استهتار الاحتلال بحياة الأسرى من خلال الاستمرار في سياسة الإهمال الطبي فاقم الحالة الصحية للأسير أبو وعر وأن إصابته الخطيرة بالأمراض تكشف حجم المعاناة التي يواجهها الأسرى داخل معتقلات الاحتلال مبينا أن الاستهتار بحياة هؤلاء الأسرى وصل إلى مرحلة إعطاء الأسرى المرضى المسكنات فقط رغم أن هناك حالات مرضية بحاجة لعمليات جراحية عاجلة.

المتحدث باسم منظمة أنصار الأسرى مجدي سالم أكد أن الأسير أبو وعر هو ضحية صمت المجتمع الدولي عن سياسات الموت البطيء التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى وخاصة المصابين بأمراض مزمنة حيث باتت حياتهم في خطر لأن أجسادهم المنهكة بالأمراض لا تقوى على مقاومة وباء كورونا.

 

انظر ايضاً

52 لوحة فنية في ملتقى فن تشكيلي بغاليري البيت الأزرق

دمشق-سانا تضمن ملتقى غاليري البيت الأزرق الذي أقيم بالتعاون مع مؤسسة تقلا الثقافية للفن التشكيلي …