تحطيم قيصر.. لا يكفي!!

خلال 72 ساعة تتقدم بلجيكا وألمانيا بالإنابة عن منظومة العدوان والولايات المتحدة التي تَقودها بمشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يُمدد لما يُسمى آلية إدخال “المساعدات الإنسانية” إلى مناطق انتشار فصائل الإرهاب التكفيري وتنظيماته في إدلب.

خلال 72 ساعة تُصرُّ منظومة العدوان على طرح مَشروعها بمُواجهة مشروع قرار روسي صَوّتت دول المنظومة ضده، بينما أسقطت موسكو وبكين المشروعين بفيتو مُزدوج.

دلالةُ الإصرار في الاتجاهين واضحة لا تَقبل التأويل، ذلك أنّ واشنطن، ومُعسكر أدواتها، مُصممة -تحت العنوان الإنساني- على الاستمرار بتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية كأداة لها، وكذراع آثمة ما زالت تتحرك بأمر عمليات منها، وذلك أنّ روسيا والصين مُصممتان على عدم السّماح لواشنطن باستغلال المؤسسات الإنسانية والتلاعب بها، ولا باستخدام مجلس الأمن الدولي لشرعنة العدوان على سورية.

في التفاصيل ثمة ما يُعرّي واشنطن، ليس وحدها، بل معها من يَطرح مشروع القرار مَرتين في 72 ساعة، وليُعري أيضاً الذين صوتوا لمصلحة المشروع إياه، وضد المشروع الروسي المُتوازن.

في التفاصيل تَبرز نقاط الخلاف والاختلاف بين الطرح الروسي من جهة، والطرح الأميركي العدواني الذي تَحمله ألمانيا وبلجيكا من جهة ثانية، سواء تلك المُتصلة بجواز التمديد لستة أشهر لا لسنة، أم بوجوب اعتماد نقطة حدودية واحدة لا اثنتين، على أنّ الأهم أن يَجري إدخال المُساعدات “المَزعومة” بالتنسيق مع الحكومة السورية وبما يَتماشى مع الوضع الحقيقي على الأرض، لا بغياب الحكومة السورية، وبما لا يُثير الشُّبهة فقط، بل يُؤكد أن ما يتمّ إدخاله للإرهابيين ذخائر وأسلحة وغازات سامة ومواد كيماوية، وليس أغذية!.

على التوازي مما جرى في مجلس الأمن الدولي من اشتباك سياسي، جرى اشتباك آخر حول التزوير المُتعمد فيما يتعلق بكذبة الكيماوي، أي إنّ منظومة العدوان بالقيادة الأميركية لم تَهضم هزيمتها، وتَندفع بغرور القوّة لافتتاح مرحلة جديدة من العدوان والكذب والفبركة ولن تُؤدي إلا إلى تأكيد حالتها لجهة الانفصال عن الواقع!.

يَنبغي أن يُلاحظ هنا أن ما تَقدم، يَجري مُباشرة بعد “قيصر”، أي إنّ واشنطن لا تَكتفي به كأداة لمُمارسة الإرهاب الاقتصادي، لا يَكفيها أنها بموجبه تَستثني مناطق انتشار مُرتزقتها من التضييق على سورية، إنما تُريد الذهاب مَديات أبعد بدعم الإرهاب التكفيري ومُحاولة فرض الحصار على الشعب السوري.

الرد الطبيعي الذي على الولايات المتحدة أن تَتوقعه حتى لو كانت تَنتظر خلافه، هو أن تَرى بأُمِّ العين كيف ستَخيب كل مُحاولاتها عبر مجلس الأمن، وهو أن تُراقب “قيصر” كيف سيَتحول حُطاماً رُكاماً عليها أن تَجمعه في نهاية المَطاف وتَرحل.

لن نُعدد الأسباب والوقائع والشواهد، فالبيت الأبيض يَعرفها، معه الكونغرس والبنتاغون، وربما لأنه يَعرفها ويُراقبها يَندفع للحَماقات التي ستُعمق أزمة إدارة ترامب في المنطقة والعالم، وتَعِدها بتطورات مُفاجئة هي خارج حساباتها.. إنّ تَحطيم “قيصر” لا يَكفي.

بقلم علي نصر الله

انظر ايضاً

ما وراء طرح دولة منزوعة السلاح ..؟ بقلم: ديب حسن

أخفق العدوان الصهيوني في غزة وعرى الكيان العنصري أمام العالم كله، ومعه الغرب الذي يضخ …