عام 2014 شهد كوارث بالنسبة لقطاع الملاحة الجوية في ماليزيا

كوالالمبور-سانا

يعد عام 2014 من الأعوام الكارثية لازدياد عدد الحوادث في قطاع الملاحة الجوية الماليزية لكنه يتجه إلى أن يصبح أحد أكثر الأعوام أمانا في تاريخ الملاحة الجوية بحسب الاحصائيات الخاصة في هذا المجال رغم كونه أكثر أمانا بالنسبة لحوادث الطيران في العالم.

ونقلت ا ف ب عن غيري سوجتمان المستشار في شؤون الطيران في جاكرتا قوله “إن تدابير السلامة كثيرة الآن وتبدو الحوادث أكثر غموضا ومدعاة للقلق لكون تحطم الطائرات يحصل فقط في ظروف نادرة جدا”.

ومن المفارقات أن عام 2014 مؤهل لأن يصبح واحدا من أكثر السنوات أمانا في تاريخ الطيران حيث شهد نحو سبعة حوادث دامية لرحلات تجارية إذ يعد هذا الإجراء كما يتبين من الإحصاءات صغيرا جدا بالمقارنة مع ملايين الرحلات ومليارات المسافرين الذين تنقلهم الطائرات في سنة واحدة.

وأدت أحداث العام الحالي إلى إجراء أول إعادة نظر كبيرة في التدابير الوقائية المطلوبة على صعيد النقل الجوي في ماليزيا منذ سنوات وأعطت في الوقت نفسه من يخافون من ركوب الطائرة أسبابا جديدة للشعور بالقلق إلا أن حركة الملاحة لم تتأثر فالعدد الاجمالي للمسافرين ارتفع بنسبة 8ر5 بالمئة من كانون الثاني إلى تشرين الأول الماضي بحسب الهيئة الدولية للنقل الجوي “اياتا”.

وللحؤول دون تكرار ما حصل في هذا القطاع من المقرر أن تعلن السلطات الجوية الماليزية معايير جديدة لتتبع الطائرات حتى تتمكن سريعا من تحديد مكان وجود الطائرة إذا تعرضت لحادث ما.

وقال رايموند بنجامين الأمين العام للمنظمة الدولية للطيران المدني الماليزي “اتفقنا اليوم مع شركات تصنيع الطائرات على تطوير أجهزة متابعة شاملة لكل مراحل الرحلة من أجل تحسين إدارة الحالات المماثلة وخصوصا تنظيم عمليات البحث لدى وقوع حوادث مشيرا إلى أن المنظمة الدولية للطيران المدني تتحقق أيضا مما إذا كانت الطائرات تتبلغ بطريقة ملائمة بمخاطر التحليق فوق مناطق النزاعات ملمحا إلى الطائرة التي أسقطت فوق أوكرانيا.

يشار إلى أن قطاع الطيران الماليزي شهد عدة كوارث منها اختفاء طائرة “بوينغ” التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية بعيد إقلاعها من كوالالمبور في آذار الماضي وعلى متنها 269 مسافرا وأفراد الطاقم بظروف غامضة.

وبعد أربعة أشهر حصلت مأساة غير مسبوقة أيضا لدى تحطم طائرة بوينغ أخرى تابعة أيضا للخطوط الجوية الماليزية في أوكرانيا ومقتل مسافريها الـ 298 حيث انفجرت أثناء الطيران في 17 تموز الماضي، وبعد أقل من أسبوع تحطمت طائرة لشركة ترانس آجيا ايروايز التايوانية نتيجة خطأ في الهبوط وسط ظروف مناخية سيئة قرب مطار جزيرة بينغو في تايوان وفي اليوم التالي تحطمت طائرة للخطوط الجوية الجزائرية بعيد إقلاعها من شمال مالي وعلى متنها 166 مسافرا وأفراد الطاقم الذين قضوا جميعا.

يذكر أن عدد القتلى والمصابين في حوادث الطيران شهد ارتفاعا كبيرا العام الحالي وبلغ 762 وهو أكبر عدد منذ عام 2010 بعد أدنى عدد له حيث بلغ 224 العام الماضي.