الشريط الإخباري

التحول نحو الزراعة العضوية في اللاذقية يحقق السلامة البيئية والاستدامة

اللاذقية-سانا

الزراعة العضوية هي نظام إنتاج زراعي بيئي متكامل يحقق السلامة البيئية ومبدأ الاستدامة ويتميز بإنتاج أمن وقيمة غذائية عالية.

وحول أهمية قطاع الزراعة العضوية بينت رئيسة دائرة الإنتاج العضوي بمديرية زراعة اللاذقية الدكتورة غيداء بركات في تصريح لمراسل سانا أن هذا القطاع من أهم القطاعات الزراعية الحديثة في العالم حيث تتجه معظم دول العالم إلى الحصول على قيمة مضافة للمنتج الزراعي وتقليل المدخلات الكيميائية المصنعة وإيجاد الحلول والبدائل الطبيعية.

وأشارت بركات إلى أن قطاع الزراعة العضوية في سورية يعد واحدا من أهم القطاعات الواعدة وقد بدأت تجربة التحضير لنشر هذه الزراعة بشكل رسمي في العام 2006 من خلال مشروع التعزيز المؤسساتي للزراعة العضوية والذي نفذته وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة والذي استمر لنهاية عام 2012 بهدف نشر مبادئ ومفهوم الزراعة العضوية على كافة المستويات.

ولفتت إلى أن سورية تمتلك كثيراً من المؤهلات التي تسمح لها بالتحول من الزراعة التقليدية إلى العضوية كونها تمتلك تنوعاً كبيراً من حيث الأصناف المحلية للأشجار المثمرة والخضار والنباتات الطبية البرية والتي تتميز بمواصفاتها الجيدة وتأقلمها مع الظروف المناخية ومقاومتها للعديد من الأمراض كما تنتشر في سورية الكثير من الأصول البرية وقد تبنت وزارة الزراعة سياسة التوجه نحو المكافحة الحيوية و تطبيق برنامج الإدارة المتكاملة للآفات وخاصة على الحمضيات والزيتون ما يتيح إمكانية التحول إلى نظام الزراعة العضوية مع توافر إمكانية الاستفادة من المخلفات الصناعية واستعمالها كسماد عضوي.

وأوضحت الدكتورة بركات أن الحمضيات السورية من أكثر المحاصيل جاهزية للتحول إلى الإنتاج العضوي وفق الشروط العالمية وزراعتها تتميز مقارنة بدول الجوار بتطبيق نظام الإدارة المتكاملة للآفات منذ العام 1994 وهذا ما يعطيها ميزة تنافسية وإمكانية التصدير كمنتجات عضوية بسبب خلوها من الأثر المتبقي للمبيدات كما تعتبر الحمضيات حاليا الأعلى قيمة من بين محاصيل الفاكهة في التجارة العالمية وتتميز بطلب عالمي كبير عليها فضلا عن أن شجرة الحمضيات تتميز بطيف واسع من المنتجات الغذائية والصناعية المؤهلة بشكل كبير لدخول الأسواق العضوية.

وقالت بركات إن الدائرة نفذت عددا من الدورات في العامين الماضيين للفنيين في الوحدات الإرشادية بغية أن يكون في كل وحدة إرشادية مهندس واحد على الأقل خضع لدورة في مجال أساسيات نظام الانتاج العضوي للإشراف على المشغلين العضويين والدعم الفني لهما لاحقا ويستمر العمل حاليا بدورات متخصصة في مجال آلية تحول الحاصلات الزراعية الرئيسة في اللاذقية إلى نظام الإنتاج العضوي “الحمضيات والزيتون و النباتات الطبية” بالإضافة إلى دورات في مجال الإنتاج الحيواني العضوي “نحل العسل ودودة الحرير ومنشآت التصنيع العضوي”.

وأشارت الدكتورة بركات إلى أنه ولأول مرة في سورية تم العام الماضي تنفيذ الدورة النوعية “الأنواع الحراجية المرشحة للإنتاج العضوي” وفق نظام “فوريستري آغرو” انطلاقا من أهمية القطاع الحراجي في المحافظة والطلب العالمي المتزايد على المنتجات الحراجية عموما.

وفيما يخص المزارعين و بهدف نشر ثقافة الزراعة العضوية وآلية تطبيقها والتوسع بقاعدة الإنتاج العضوي في المحافظة لفتت إلى تنفيذ مدارس حقلية عضوية على الحاصلات الزراعية الرئيسة في المحافظة “زيتون وحمضيات ونباتات طبية” حيث يتم التحضير حاليا لإقامة ست مدارس متنوعة هذا العام فضلا عن تنفيذ الأيام الحقلية المتعلقة بمراحل تحول الحاصلات الزراعية الرئيسة لنظام الإنتاج العضوي.

يذكر أن المزارعين في سورية يفضلون استخدام الأسمدة العضوية والابتعاد عن الأسمدة الكيميائية لإيمانهم بضررها على التربة والثمار.

فراس زرده