الشريط الإخباري

مسلسلات البيئة الشامية في رمضان

دمشق-سانا

لا تزال دراما البيئة الشامية تحظى بحضور جيد في موسم رمضان فهي لم تنقطع عن المشاهدين منذ نحو عشرين عاماً غير أنها حاولت في الموسم المنصرم أن تقدم صورة جديدة لواقع الحياة في دمشق القديمة وأن تتجنب الطروحات التي اتفقت عليها المسلسلات الشامية ولا سيما بما يخص العادات والتقاليد الاجتماعية ومعاملة المرأة وتسليط الضوء على هوية المدينة وحرفها العريقة.

وجاءت قصة مسلسل بروكار للكاتب سمير هزيم وإخراج محمد زهير رجب لتعود بالمشاهد إلى زمن ورش هذه الصناعة الدمشقية التي تتشابك فيها خيوط متنوعة لترسم لوحة متناغمة بالجمال حيث تدور أحداث المسلسل في حارة البروكار زمن الاحتلال الفرنسي مسلطة الضوء على محاولة أحد مهندسي الاحتلال سرقة سر تلك الحرفة كما يتطرق إلى دور المرأة السورية بمواجهة الاحتلال والعمل من بطولة كل من الفنانين عبد الهادي الصباغ وزهير رمضان وسلمى المصري ونادين خوري ورنا أبيض ومها المصري وغيرهم.

وابتعد كاتب العمل في بروكار عن الغوص ببعض العادات الشامية من الولائم والطبخ الشامي وقابلة الحارة والحمام والعكيد وحفلات الأعراس وغيرها التي يصفها بالمشاهد المجانية مركزاً على المرأة الدمشقية المبدعة في مشغل الخياطة والطبيبة والمناضلة.

أما مسلسل سوق الحرير من تأليف حنان المهرجي وإخراج الأخوين بسام ومؤمن الملا فيقدم صورة لدمشق ضمن فترة الخمسينيات وما شهدته من ازدهار وانفتاح اجتماعي وثقافي وسياسي واقتصادي ويروي حكاية امرأة يهرب ابنها البكر بسبب حادثة تتعرض لها لتلقاه بعد سنوات باسم جديد وملامح رجل آخر والعمل من بطولة بسام كوسا وسلوم حداد وكاريس بشار وقمر خلف وآخرين.

ويقدم الملا الحارة الشامية طريقة مختلفة عن باقي الصورة السابقة التي قدمها في أعماله عبر معطيات مختلفة لمفهوم البيئة الشامية المتحضرة إضافة إلى تكريس حضور المرأة المثقفة والمنفتحة والمعتدلة.

محاولة صناع الدراما تقديم صورة جديدة لمسلسلات البيئة الشامية غير كافية برأي النقاد وتحتاج إلى مراجعة ومراقبة ما تقدمه من دراما فالباحث أحمد بوبس وجد أن النمطية نفسها تكررت في أعمال هذا العام حيث أحد أفراد الحارة سيئ الخلق يتحدى أهل حارته ويتطاول عليهم كما في شخصية هنائي في بروكار فضلاً عن الصراعات بين أهل الحارة الواحدة أو مع حارة أخرى معتبراً أن هذه المسلسلات لا تمت إلى البيئة الشامية الحقيقية بشيء إلا باللهجة الشامية العتيقة والألبسة وهي نوع من الفانتازيا لا تنتمي لزمان أو مكان محددين وإن كانت استعارت بعض الحوادث والتسميات القريبة من الواقع.

ورأى بوبس أن هذه المسلسلات أظهرت المجتمع الدمشقي على أنه مجتمع يملك زمامه القبضايات والنساء الثرثرات فلم تعرض الكتاتيب ولا المدارس ولا الشخصيات الوطنية معرباً عن اعتقاده بأن البيئة الدمشقية أشبعت استغلالاً سلبياً ويجب أن يتم التشديد عليها حتى لا تتكرر هذه الحالات.

 

                                                       

شذى حمود وميس العاني

انظر ايضاً

هيمنة أعمال الأجزاء على مسلسلات البيئة الشامية في موسم رمضان الحالي

دمشق-سانا طغى على مشهد أعمال البيئة الشامية في موسم رمضان الحالي الذي كان من المتوقع …