دمشق-سانا
صفعة جديدة وجهتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة بعد أن أعلنت استعدادها للاعتراف بضم أجزاء من الضفة الغربية إلى كيان الاحتلال الصهيوني في مخطط تآمري جديد لتصفية القضية الفلسطينية يؤكد في الوقت ذاته ازدراء واشنطن واستهتارها بالشرعية الدولية.
إدارة ترامب أكدت مرة أخرى انحيازها المطلق وغير المشروط لكيان الاحتلال الإسرائيلي وانتهكت مجددا القوانين الدولية من أجل تحقيق مصالحه الاستعمارية عبر إعلان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس استعداد واشنطن للاعتراف بضم أجزاء من الضفة الغربية إلى الكيان الغاصب لتعطيه بذلك الضوء الاخضر لاستكمال مخططاته الاستيطانية.
المتحدثة لم تجد حرجا في التأكيد أمام الصحفيين على موقف الولايات المتحدة الداعم دوما لسلطات الاحتلال واستعدادها لإضفاء صبغة من الشرعية المزيفة على خططه الاستعمارية التي تستهدف الآن أراضي الضفة الغربية لتثبت بتصريحاتها ازدراء الإدارة الأمريكية للقوانين والشرعية الدولية التي تعتبر هذه التحركات انتهاكا خطيرا.
إعلان الإدارة الأمريكية حول الضفة الغربية يأتي في إطار نيات مبيتة واتفاق مسبق بين واشنطن وسلطات الاحتلال كما انه يندرج في سياق محاولات ترامب لاستكمال دوره في تحقيق الأطماع والمخططات الإسرائيلية قبل انتهاء فترة ولايته الأولى وذلك على الرغم من الأزمات السياسية والدبلوماسية التي يواجهها ولا سيما بعد فشله في التعامل مع جائحة كورونا.
ويمثل تصريح المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تأكيدا على ما قاله وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء الماضي من أن “القرار النهائي بشأن ضم مناطق من الضفة الغربية يعود إلى الحكومة الإسرائيلية المقبلة”.
إدانات دولية واسعة واجهت اعلان سلطات الاحتلال مخططها ضم أراض من الضفة الغربية بما فيها تحذير منسق الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف من أن أي ضم محتمل لأراض فلسطينية إلى كيان الاحتلال سيكون ضربة مدمرة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بينما أكد مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن “موقف الاتحاد من وضع الأراضي التي احتلتها “إسرائيل” عام 1967 لم يتغير”.
إلا أن جميع ردود الافعال المعارضة لتلك المخططات لم تكن كافية لمنع سلطات الاحتلال أو الإدارة الأمريكية من المضي قدما في تحقيق مخططاتهما على غرار ما حدث سابقا بعد إعلان ترامب بشأن الجولان السوري المحتل وقبله الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الغاصب.
سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسرع وعلى نحو خطير تنفيذ مخططاتها الاستيطانية في إطار ما تسمى “صفقة القرن” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وإسقاط حقوق الشعب الفلسطيني وليس إعلان الإدارة الأمريكية حول ضم أجزاء من الضفة الغربية إلا بندا من بنود هذه المخططات التي لم يكن لها أن تتحقق لولا دعم الولايات المتحدة المطلق لكيان الاحتلال ومحاولاتها تشريع سياسة البلطجة واغتصاب الحقوق.
باسمة كنون