دمشق-سانا
لأن الأطفال هم من يصنعون الفرح فانهم وبأياديهم الغضة سيبدعون بأنفسهم زينة العيد احتفالا بميلاد الطفل يسوع لتشع مجددا نجمة الميلاد في سماء سورية وتزور أهلها مبشرة بحلول السلام رغم الظروف التي تمر بها سورية.
هذه هي فكرة فعالية المشغل الميلادي الخيري التي أقيمت برعاية المطران جوزيف العبسي النائب البطريركي العام للروم الكاثوليك في قاعة السواعد بكنيسة سيدة دمشق بالقصور حيث اختار الأطفال الأعمال اليدوية وقاموا بتنفيذها بإشراف اختصاصيين في الرسم والاشغال اليدوية ليبدعوا بأنفسهم زينة العيد فيفترش الفرح تعابير وجوههم الصغيرة التي تمثل معنى العيد.
ويقول حبيب سليمان المشرف على المشغل لنشرة سياحة ومجتمع “إن فكرة المشغل الميلادي يعتمد على ابراز مواهب الطفل وهو يختلف عن البازارات التي تقام قبل الأعياد وتباع فيها الأشياء المخصصة للعيد” مشيرا إلى “أن المشغل الميلادي تأسس في العام 2005 وهو لا يزال مستمرا حتى الآن لرغبة الأهل في اشاعة الفرح لدى اطفالهم من خلال تعليمهم صناعة الاشياء المخصصة للعيد بأيديهم”.
ويتابع سليمان ان هناك اقساما مختلفة منها الرسم والأشغال اليدوية والتلوين على الزجاج والفخار وصناعة الحلي التقليدية البسيطة من الخرز إضافة إلى العمل المطبخي حيث يقوم الطفل بتزيين كعكته التي يريد تناولها ليشعر بمتعة العمل لافتا إلى إن ريع الأعمال يذهب الى المحتاجين.
وأشار سليمان الى ان الفعالية تتضمن في كل عام افكارا جديدة وهذا العام كان العلم السوري من زينة الميلاد.
بدورها تقول السيدة دونيز” إن المشغل الميلادي الخيري يعتمد على ما يصنعه الطفل من زينة العيد ليشعر بفرح قدوم العيد ولتنمية موهبته وصقلها”.
وتشعر دونيز بغبطة عارمة وهي تراقب الأطفال وهم يصنعون الأشياء الجميلة والفرح يكسو وجوههم وخاصة عندما ينهون العمل بالشكل المطلوب وهي احيانا تستفيد من أفكارهم الخلاقة وطريقة تنفيذهم للمشغولات.
وعلى مدار الأيام الأربعة التي استمر فيها المشغل الخيري قامت دونيز بالإشراف على عمل الأطفال وتعليمهم واعطاء النصائح لهم مشيرة إلى أن هذا المشغل يتيح للطفل ان يستفيد من الوقت أيضا في صناعة اشياء مفيدة تشعره بالفرح والسلام والأمان.
وفيما يتعلق بالمواد الأولية المستخدمة بأعمال الأطفال أشارت دونيز إلى أنها عبارة عن مواد خشبية وألوان وأقمشة لباد وأكياس كرتون وورق عادي واسلاك مضيفة أن هذه الفعالية تسعى أيضا لنشر ثقافة تدوير الأشياء والاستفادة منها.
من جهتها تقول السيدة رباب رسامة “إن المشغل فرصة لخلق الفرح لدى الطفل والأهل معا لاشاعة جو من الألفة والمحبة والتعاون والتواصل بين الأطفال والكبار”.
وترى رباب أن هذا المكان اشبه بخلية نحل تضج بالحياة وأنه نموذج مصغر عن المجتمع السوري بكل أطيافه.
وعلى هامش المشغل الخيري شاركت عدد من الجمعيات الخيرية كجمعية الصخرة ولمسة دفا وغيرها بهدف عرض منتوجات صوفية مبتكرة ومخللات مزينة بزينة الميلاد اضافة الى الصابون الطبيعي المصنوع من الغليسرين وكل تلك المنتوجات ابتكرت بأنامل سيدات رفضن الجلوس مكتوفات الايدي وصنعن لانفسهن فرص عمل توفر لهن حياة كريمة ويساهمن بمساعدة المحتاجين والفقراء من كل أطياف المجتمع.
مي عثمان