اللاذقية-سانا
تعليم الأطفال بقدرة الذكاء والتفكير على تجاوز القوة العضلية كانت الفكرة الأساسية لمسرحية حكاية /الذئب المغرور/ التي تعرض يوميا على خشبة المسرح القومي في اللاذقية باستخدام أسلوب كوميدي مرح لا يخلو من الموسيقا والحركة التي تعم الخشبة طوال فترة العرض.
وتدور أحداث المسرحية التي تندرج ضمن خطة وزارة الثقافة مديرية المسارح والموسيقا السنوية ضمن غابة تضم مجموعة من الحيوانات بينها الذئب الذي يسيطر على المنطقة ليأتي دور الثعلب الذي يقنعه بأنه أقوى المخلوقات على هذه الارض ليأخذ مكانه في حال غيابه وهنا تتورط الحيوانات الأخرى وتحاول ايجاد حل لهذه المعضلة فيأتي الطفل نور الذي يعمل حيلة صغيرة على الذئب تؤدي الى تقييده وبذلك ينتصر التفكير والذكاء على وهم التفوق العضلي كما يقول مخرج العمل فايز صبوح مؤكدا أن انسجام الممثلين على المسرح ساعد بشكل كبير في إنجاح العمل ولا سيما ان بعضهم من المحترفين وبعضهم الآخر من الهواة ما أتاح مجالا أوسع لاقتراب العمل من الحالة التي تصورها عنه.
ويقول صبوح لنشرة سانا سياحة ومجتمع.. “أجريت تعديلا جذريا للنص الأساسي الذي ألفه الكاتب اسماعيل خلف وقمت بإعادة إعداد شخصيات العمل الذي أضفت له حضورا أنثويا عبر شخصية ارنوبة التي جسدتها الفنانة ريم نبيعة واستمر التحضير للمسرحية عبر بروفات متنوعة ما يقارب عشرين يوما وهي فترة وجيزة للإعداد لكن خبرة الممثلين وحماسهم للعمل ساعد بشكل كبير على اختصار المرحلة الزمنية الطويلة للتحضير”.
ويرى صبوح أن المسرح بحاجة دائمة للتطعيم بمواهب جديدة وهذا ما يعمل عليه من خلال إعطاء الفرصة بشكل دائم للممثلين الهواة ليثبتوا أنفسهم إلى جانب المحترفين ما يساعد في استمرار الحركة المسرحية نحو الأمام لافتا إلى أن انجاز أعمال مسرحية مخصصة للطفل تحتاج جهدا وطرقا معينة لشد انتباهه ولا سيما من ناحية المشهد والحالة البصرية التي تلعب دورا كبيرا لجذبه وهي تسبق المشهد الحركي من حيث الأهمية مع العلم أن جميع هذه العناصر تكمل بعضها للوصول إلى عمل فني ناجح.
ويضيف “يحتاج الطفل لإضاءة مريحة وديكور لافت وموسيقا متميزة إضافة الى فكرة بناءة كل هذه العوامل تحافظ على الإيقاع المشدود طوال فترة العرض الذي يستمر خمسا واربعين دقيقة” منوها بتفاعل العائلات والأطفال الكبير مع العمل.
من جهته تحدث الممثل نضال عديرة عن أهمية تطويع جميع عناصر المسرح لخدمة العمل والمغزى الذي يسعى لأجله لافتا إلى أن المسرحية تعمل على إيصال فكرة واحدة فقط دون تكثيف بعدد الأفكار المقدمة ليعيش الطفل في جو العمل ويخرج منه مرتاحا دون بذل مجهود إضافي لاستيعاب ما يعرض أمامه.
ويضيف “نسعى كممثلين لمعرفة آراء الأطفال عن العمل للوقوف على الفكرة التي كونوها عن المسرحية ولاحظنا من خلال تفاعلهم الكبير معنا و تعابيرهم وكلماتهم أثناء العرض أننا استطعنا ايصال رسالة العمل إليهم”.
ويشير عديرة إلى أن المسرحية تستقبل الأطفال مجانا بشكل يومي عند الساعة الخامسة مساء وتستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر الحالي حيث تم التواصل مع مختلف المدارس والتعريف بالعمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات الطرقية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأهالي ودعوتهم للحضور وبالفعل حقق الفريق نجاحا من هذه الناحية حيث تمتلىء الصالة يوميا بعدد كبير من الأطفال وذويهم لرؤية شخصيات محببة لديهم كالقرد والذئب والثعلب والحمار والكلب اجتهد ممثلو العمل لإيصالها بطريقة مفعمة بالحركة واللعب.
ويضيف “نعتمد على الحركة بشكل كبير وهي تجربة اختبرتها بشكل شخصي من خلال عرض قدمته للأطفال يعتمد فقط على الإيماء ونجحنا في التواصل مع الطفل رغم انها كانت متعبة للممثلين والمخرج معا ففي مسرح الطفل الحركة سيدة الموقف إضافة إلى الألوان والموسيقا والتفاصيل الأخرى”.
ياسمين كروم