حمص-سانا
في منزله بحي العباسيين في مدينة حمص يمضي الكفيف محمود الحسن جل يومه بممارسة هوايات متعددة منها العزف على آلة الاورغ الموسيقية والرسم والتخطيط وصناعة مشغولات يدوية من الخرز.
الشاب الحسن لم تمنعه إعاقته من ممارسة هواياته لملء وقت فراغه بأشياء مفيدة مع بقائه في المنزل فترات طويلة ضمن الإجراءات المتخذة للتصدي لفيروس كورونا.
مراسلة سانا التقت الحسن البالغ من العمر18عاما والذي قال إنه تعرض منذ أربع سنوات لإصابة أدت إلى فقدانه نعمة البصر وبتر كف يده اليمنى لكن إعاقته لم تصبه بالإحباط بل زادته قوة وعزيمة ولا سيما بعد التحاقه بجمعية “صامدون رغم الجراح” والتي تلقى من خلالها الدعم الطبي والنفسي والدورات التاهيلية في مجال الموسيقا والتدرب على بعض المهن.
وأضاف الحسن إن الدورات التي اتبعها في الجمعية أسهمت في تعزيز قدراته وتنمية مواهبه في العزف على الأورغ وتنفيذ بعض المشغولات اليدوية ليثبت لنفسه وعائلته بانه ما زال قادرا على العطاء.
وتابع: “خلال فترة التزامي بالمنزل جراء الظروف الحالية قسمت ساعات اليوم لأمارس هواياتي في العزف على الأورغ وقضاء أوقات جميلة مع افراد عائلتي لاسماعهم معزوفاتي إضافة إلى قيامي بصناعة المشغولات اليدوية المصنوعة من الخرز وتجميعها استعدادا لإطلاق معرض يضم منتجاتي لأبيعها بمزاد علني يعود ريعه لأسر الشهداء”.
ولفت الحسن إلى أنه يجد في الموسيقا غذاء للروح والعقل لكونها تمنحه شعورا جميلا مبينا أنه ومن خلال أعماله اليدوية التي نالت إعجاب الجميع نجح في التخلص من كلمة “إعاقة” وتعلم أن ظلمة الجهل أشد عتمة من ظلمة البصر حيث غرست فيه الإرادة والاعتماد على النفس والتشبث بالأحلام لتحقيقها مشيرا إلى أن حلمه الأكبر مواصلة تعليمه الدراسي.
ويحظى الحسن بدعم عائلته ولا سيما والدته التي ترافقه بكل تفاصيل حياته حيث أشارت لمراسلة سانا إلى أن ابنها ومنذ تحسنه من الإصابة بدأ الاعتماد على نفسه وتقبل وضعه الجديد متحديا نظرات البعض “القاسية” له مبينة أنه كان يتردد بشكل يومي على الجمعية ليستفيد من الدورات التي تقدمها له ولرفاقه المصابين.
خضر الحسن والد الشاب لفت الى دعمه المتواصل والمستمر لابنه لمساعدته على تنمية مواهبه المتعددة والسعي إلى تحقيق حلمه بمواصلة تعليمه الدراسي.
الاجتهاد والكفاح وتحدي الظروف .. مصطلحات استطاع أن يقدمها الشاب الحسن مترجما مقولة “الإعاقة طاقة” فمثله من يعطينا الأمل لمواصلة الحياة.
سكينة محمد