الصحافة في عهد أردوغان.. حريات مقيدة وأصوات مقموعة

دمشق-سانا

حملات قمع واسعة شنها النظام التركي على مدى السنوات الماضية لتقييد الصحافة والإعلام وخاصة بعد محاولة الانقلاب قبل أربع سنوات تحول خلالها الصحفيون الأتراك في عهده من مدافعين عن الحريات والحقيقة إلى معتقلين يقبعون في غياهب سجونه ثمناً لتجرئهم على انتقاده.

استهداف أردوغان المعارضين لسياساته ومنهم الإعلاميون حول تركيا إلى أكبر سجن للصحفيين في العالم لتحتل في ظل نظامه المراكز الأولى لأكثر البلدان قمعاً لهم وإسكاتاً لأصواتهم سواء كانوا داخل تركيا وعاقبهم بالسجن أم لاذوا بالفرار من قمعه لتلاحقهم أجهزته الاستخباراتية على غرار الصحفي التركي حسن كوكوك.

الصحفي كوكوك الذي هرب من بطش أردوغان واستبداده إلى الدنمارك كان ضحية لأجهزة الاستخبارات في النظام التركي التي وبمساعدة السفارة التركية في كوبنهاغن تجسست عليه وفق ما كشفت وثائق سرية مسربة ولفقت قضية جنائية ضده.

الوثائق التي نشرها موقع “نورديك مونيتور” السويدي تبين أن سفارة النظام التركي في الدنمارك راقبت كوكوك وأرسلت تقارير تجسسها عليه إلى وزارة خارجية هذا النظام في أنقرة ليتم تلفيق قضية مفبركة ضده تتهمه بالإرهاب.

ولم يكتف النظام التركي بفبركة اتهامات مزيفة ضد كوكوك بهدف إسكاته بل واجه الأخير تهديدات بالقتل وهو ما اضطر جهاز الأمن والمخابرات الدنماركي إلى نقله لمنزل آمن بعد اكتشاف تهديد خطير على حياته.

الوثائق السرية توضح أن التهديد الذي وصفته السلطات في الدنمارك بأنه “ذو طابع سياسي” مرتبط بمجموعة تعاقدت معها الأجهزة السرية لمنظمة المخابرات التركية من أجل اغتيال الصحفي التركي المعارض.

كوكوك ليس الصحفي الأول ولن يكون الأخير الذي تجرأ على انتقاد أردوغان وسياساته القمعية ودفع ثمن ذلك فقد كشفت وثائق كثيرة أن السفارات والقنصليات في النظام التركي تجسست على المعارضين الأتراك في 92 دولة أجنبية.

انتقام أردوغان من خصومه ومحاولات تصفيتهم طالت حتى أولئك القابعين في سجونه ولم تكن جائحة كورونا العالمية كافية لمنعه من الإمعان في معاقبتهم عبر إبقائهم داخل السجون واستثنائهم من قانون جديد أقره البرلمان التركي أمس لإطلاق سرح عشرات آلاف المعتقلين.

ورغم أن تركيا أصبحت في المرتبة التاسعة عالمياً من حيث أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بعد تجاوزها 61 ألف إصابة ورغم الأصوات المحلية والدولية المطالبة بالإفراج عن السجناء لتجنب إصابتهم بالفيروس بما فيها دعوات أطلقتها لجنة حماية الصحفيين الدولية إلا أن أردوغان يصم الآذان عنها فانتقامه من المعارضين لهيمنته والرافضين لأوهامه العثمانية البائدة تحجب عنه نظرة الحق وتعميه عن الحقيقة.

باسمة كنون

انظر ايضاً

أردوغان: تركيا ستدعم كل الجهود الرامية إلى ضمان الوحدة السياسية لسوريا وسلامة أراضيها

 أنقرة-سانا أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستدعم كل الجهود الرامية إلى ضمان …