عبر مقاطع فيديو.. مبادرات لمعلمات طرطوس لتعويض الفاقد التعليمي للتلاميذ

طرطوس-سانا

بقاء التلاميذ في المنزل وانقطاعهم عن مدارسهم جراء الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا دفع العديد من المعلمات لإطلاق مجموعة من المبادرات التعليمية الخاصة عبر شبكة الانترنت للتواصل مع طلابهن وأهاليهم بهدف تعويض الفاقد التعليمي خلال فترة تعطيل المدارس.

الموجهة التربوية في مديرية تربية طرطوس نهاد أحمد حسين أوضحت أن المبادرات الخاصة التي بدأتها بعض المعلمات تأتي تماشياً مع توجه وزارة التربية للتعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد لتعويض الفاقد التعليمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولكل المراحل التعليمية لإيصال المعلومة إلى تلاميذهن رغم الإمكانيات المتواضعة.

الفكرة بدأت حسب معلمة الصف الأول الابتدائي هبة ديب منذ اليوم الثاني لتعليق الدوام حيث أرسلت رسالة لكل الأمهات لاطلاعهن على الفكرة وهي شرح الدروس عبر مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية من خلال تطبيق (الواتس اب) وكانت الموافقة جماعية من الأمهات فأنشأت مجموعة باسم (سوا أقوى) وبعثت ببرنامج يومي فيه جميع التفاصيل التي تخدم كل درس ابتداء من القصص التي تؤلفها بنفسها إلى كتابة شرح لكل فكرة غير واضحة.

الدروس صممت وفق فيديوهات ونفذت بشكل محبب للأطفال وفق ديب التي تقول: “أرسل أيضاً تسجيلات بصوتي لحث التلاميذ على الدراسة والاهتمام بصحتهم والصبر والبقاء على تواصل معي بإرسال صورهم وقراءاتهم ومشاريعهم في الاستراحة”.

بدورها معلمة الصف الأول في مدرسة الخنساء رشا إبراهيم أسست مجموعتها الخاصة بطلابها على تطبيق (الواتس اب) والتي تحمل اسم مجموعة الأول تؤكد أنها تشرح الدرس عبر فيديو مبسط بالطريقة ذاتها التي تشرحه بها داخل الصف وترسله للطلاب إضافة إلى التمارين الداعمة وحل تدريبات الكتاب كما ترفق الشرح بأغان تعليمية أو فيديو توضيحي بما يضمن وصول الفكرة للتلميذ بطريقة سلسة وممتعة مؤكدة تعاون الأهالي معها في حل ومتابعة حل الوظائف من قبل الطلاب.

وعلى الرغم من عدم توافر الانترنت في منزلها أو الكمبيوتر حيث تستخدم الباقات للوصول للانترنت بادرت المعلمة لمى المحمود من مدرسة الخنساء لإنشاء مجموعة خاصة على (الواتس اب) تضم أكبر عدد ممكن من طلابها وبدأت بشكل يومي بالتعاون مع الأهالي إرسال حلول لمسائل وتمارين كل الدروس مؤكدة الانتهاء من شرح جميع المواد لطلابها إضافة إلى إرسال مقاطع إملاء وكتابتها وحفظها مع إنجاز أوراق عمل لكل مادة.

الطلاب وذووهم تفاعلوا مع المعلمات حتى ان احدى الطالبات بدأت تقلد المعلمة لمى وتشرح لألعابها الدروس في المنزل بدورها غزل درويش والدة الطفل علي في الصف الأول أكدت أن ابنها استفاد من المعلومات التي يتم شرحها من قبل المعلمة حيث ساهمت هذه الدروس باستمرار عملية تعلم ابنها في حين عبرت ايفا باسط وريم شاهين أمهات طلاب في الصف الأول أيضاً عن شكرهن وامتنانهن للجهد الذي تبذله المعلمات في تعويض الطلاب عن المعلومات التي حرموا من الحصول عليها.