“المغطوط” أكلة شعبية حموية بإمتياز

حماة-سانا

اعتاد الحاج خالد حجازي صاحب أحد محلات بيع المغطوط الذي يعد طبقاً شعبياً تشتهر به مدينة حماة على تحضيره يومياً في محله الكائن في حي القصور بمدينة حماة ليبدأ بعدها باستقبال زبائنه الذين غالباً ما يقصدونه لتناول المغطوط.

وقال حجازي إن المغطوط أكلة حموية بامتياز اختصت بها حماة عن باقي المحافظات السورية وخصوصاً في حي الحاضر نظراً لشهرة أهلها في تناول الأكلات الدسمة فضلا عن توفر مادة الحليب وبكثرة باعتبار أن حماة تشتهر بتربية الأغنام والأبقار وإنتاج مختلف مشتقاتها ومنها الحليب الطازج الذي يعد أهم مادة في تحضير أكلة المغطوط.1

وبالنسبة لطريقة إعداد وتحضير هذه الأكلة أشار الحاج حجازي إلى أنها تتمثل في وضع خبز التنور الصغير حصرياً بقطر 20 ضرب 20 سم والذي يصنع خصيصاً للمغطوط لمدة خمس دقائق على وجه صفيحة الحليب الكامل الدسم والطازج والموضوع في صدر نحاسي كبير حيث يمتص الخبز خلال هذه المدة تقريباً كل الدسم الذي يحويه وجه الحليب وهذه العملية تدعى بالغطه ثم يتم رفع الخبز المشبع بدسم الحليب ويقدم بواسطة صحن كبير ويرش عليه السكر أو العسل حسب الرغبة أما الحليب المتبقي فيصبح خالياً من الدسم ويتم سكبه في حلة كبيرة ليستفاد منه في صناعة بعض أنواع الجبن الحموي .

وأوضح الحاج أنه في السابق كان الحليب يوضع طازجا دون غلي أو تعقيم أما الآن وبعد توصيات مديرية الصحة أصبحنا نقوم ببسترته وتعقيمه والتأكد من خلوه من المسببات المرضية لافتاً إلى أنه يقوم بالفحص الدوري للحليب في المخابر الخاصة للتأكد من سلامته لذا لا داع للخوف منه على الإطلاق.2

وبين حجازي أن استهلاك المغطوط ثابت في حماة منذ زمن بعيد حسبما أخبره به أبوه وجده فالمغطوط أكلة شعبية منتشرة على نطاق واسع في حماة وحتى العائلات العريقة فيها ايزال يشكل المغطوط عندهم طقساً من طقوس المائدة وطبقاً مفضلاً من قبل جميع فرادها على حد سواء مضيفاً أن ضيوف حماة أيضا لهم نصيب وافر من المغطوط حيث بمجرد وصولهم إلى حماة حتى يطلبوا من أقاربهم وأصدقائهم إطعامهم المغطوط وتذوق هذه الأكلة التي تمثل علامة فارقة في فطور أهالي حماة لا بل يمكن القول إن البعض منهم يأتي إلى المدينة خصيصاً لتذوق المغطوط نظراً لما سمع عنه من طعم شهي ومذاق طيب.

وكشف حجازي أنه غالباً ما يدعى شخصياً إلى المطاعم الفاخرة من قبل إداراتها لتحضير هذا الصنف من الطعام للشخصيات الهامة التي تزور حماة حيث يصطحب معه كامل معدات ومواد تحضير المغطوط من الحليب والخبز والعسل والسكر بهدف إعداده أمام ناظريهم وذلك استجابة لطلبهم كنوع من إظهار التراث الشعبي لهذه المدينة وتسليط الضوء على أشهر أصناف المأكولات التي يتميز بها أهلها.

وأوضح سامر أحد الزبائن إن طبق المغطوط يمتاز بطعم شهي ونكهة لذيذة ومحببة للكثيرين لاحتوائه على مادة دسم الحليب القشطة العربية ومادة خبز التنور المعروفة بنكهتها في حال تناولها لوحدها حاف فكيف إذا كانت مع مادة القشطة لافتاً إلى أن كثيراً من الأهالي يفضلون طبق المغطوط على كثير من الأطباق الأخرى بسبب طراوة المغطوط وملاءمته لكبار السن الذين ليس بمقدور أسنانهم تناول باقي الأكلات ناهيك عن أن هذه الأكلة شعبية و رخيصة الثمن قياساً ببعض أصناف الحلويات الأخرى التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في أسعارها ما جعلها حكراً على ميسوري الحال كالبقلاوة والبلورية والمبرومة والتي تدخل في تصنيعها منتجات غالية الثمن كالفستق الحلبي والسمن العربي وغيرها.

عبد الله الشيخ