دمشق-سانا
برنامج حافل قدمته الفرقة الوطنية للموسيقا الشرقية على مسرح الحمراء عبر رحلة سورية بنبضات فنية من جبال سورية وسهولها وبحرها الأزرق ليكون الحفل بمثابة إبحار في موروث وطني وتاريخ موسيقي عريق مخبأ تنوع بتنوع زخارفه اللحنية والمقامية تمثل بموسيقا سورية هي بمضمونها حب وإخاء جسد أبناؤها أوركسترا متألقة تعزف وتغني لسورية الأم.
الفرقة الوطنية افتتحت برنامجها اللافت بمقطوعة سماعي نهاوند لتعقبها بأغنية الراحل الكبير رفيق شكري “بالفلا جمال ساري” من كلمات الشاعر الغنائي الراحل عمر حلبي وتقدم بعدها المغنية الشابة لينا الشاهين أغنية المطربة فيروز “رجعت في المساء” حيث تميز أداء هذه الفنانة الشابة بقدرة صوتية عالية وموهبة نقلت أحاسيسها إلى جمهور مسرح الحمراء الذي بدا بدوره متعطشاً للأغنية العربية الأصيلة ذات البناء الطربي المحكم.
الفنان نزيه أسعد نجح في قيادة الفرقة التي لطالما تميزت ببرامج فنية استثنائية على صعيد الأداء الجماعي حيث تأسست هذه الأوركسترا عام2012 برعاية من مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة وتضم 35 عازفاً ومغنياً تعزف وتغني الموسيقا العربية خصوصاً والشرقية عموماً وتجمع الأسلوبين الكلاسيكي القديم والمعاصر الحديث.
“يا فجر لما طل” أعادتنا من خلالها الفرقة الوطنية إلى عشاق الطرب السوري المحلي حيث أعقبت الفرقة هذه الأغنية بوصلة قدود حلبية تنقلت عبرها بين مقامات الراست والبياتي والحجاز والكرد مطوحة بين ألوان طربية غاية في الصعوبة من حيث الانسجام المقامي والهرموني بين جوقة العازفين التي أدارها الفنان أسعد بحساسية لافتة عبر توزيع وبناء موسيقيين تآلف عبرها الصوت البشري مع الآلات الوترية والنفخية والإيقاعية لتتقدم الفرقة بعد ذلك بأغنية “يا أهل الهوى” التي أداها الفنان عبد النور بلكة باقتدار صوتي جذب جمهور مسرح الحمراء محققاً مناخاً من أجواء الحفلات الطربية الكبرى.
الفنانة الشابة ريم رافع قدمت بدورها أغنية “حول يا غنام” لتكون بمثابة مفاجأة الحفل الذي تميز بهوية فنية سورية بعيدة عن مزاج سوق الأغنية المتداولة على فضائيات الغناء الهابط حيث تجلت رقة الجملة اللحنية السورية التي كان لها ريادة عبر إذاعة دمشق منذ خمسينيات القرن الفائت.
موسيقا “سورية الأم” قدمتها الفرقة أيضاً معبرة عن البعد الحضاري للموسيقا السورية التي تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد حين اكتشف في أوغاريت على الساحل السوري أقدم تدوين موسيقي في العالم ومن ثم ليؤدي الفنان عبد الله عطفة أغنية “إن كنت ناسي” لتختم الفرقة برنامج أمسيتها الدمشقية بمقطوعة “بانوراما سورية” والتي عززت فيها الفرقة قدرتها الإبداعية في خلق مناخات أصيلة في تكوين القالب الموسيقي السوري.
يذكر أن الحفل أقامته مديرية المسارح والموسيقا وزارة الثقافة والفرقة الوطنية للموسيقا الشرقية كان لها منذ تأسيسها عام 2012 سمعة طيبة عبر العديد من الحفلات الفنية والأمسيات الموسيقية كان أبرزها حفل مجمع دمر الثقافي “حفل قلعة دمشق مهرجان الفنون الأول 2012-حفل دار الأوبرا مسرح الدراما-أعمال الموسيقي سعيد يوسف-حفل دار الأوبرا-مسرح الدراما-حفل دار الأوبرا-مسرح الدراما مع المغنية شذا الحايك.
سامر إسماعيل