دمشق -سانا
بحثت الندوة التي أقامها مجمع اللغة العربية بدمشق بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية واللغة الأم بعنوان “أضواء مجمعية على مجالات الإصلاح” أهمية لغة الضاد كأداة للتواصل الاجتماعي منذ فجر العرب ووعاء احتضن حضارتهم وفكرهم ومآثر اللغويين المعاصرين في نشرها ومواجهة محاولات تغريبها تهميشها.
وقال الدكتور مروان المحاسني رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق في كلمته.. ما دامت اللغة حاملة للفكر ومحوراً للحياة والأداةَ المثلى للتواصل الاجتماعي فلا بد لها من أن تتأثر باختلاف الظروف وأن تتلاءم مع ما يتطلبه المجتمع حسب تغيّر الأحوال.
وأضاف رئيس المجمع ان تأسيس المجمع العلمي العربي بدمشق في أول دولة عربية الكيان عربية اللسان كان تجاوباً مع هموم اللغة وبخاصة ما يتعلق بالعلوم العصرية مبينا أن اللغة العربية التي وصلت يانعة إلى بلاد الشام انبثقت في الجزيرة العربية بكمال لغوي عجيب.
أما الدكتور مازن المبارك في محوره بعنوان حركة التعريب وإسهامات الأعضاء الأوائل قال إن مدن الشام كانت دوما تغلي وتموج بحركات وطنية وقومية، تغذيها روح عربية نزاعة إلى إحياء اللغة العربية التي لم تدع لها لغة الاحتلال التركي متنفساً مضيفا أن الاصلاحيين يسعون إلى إنهاض الأمة بتحريرها وإحياء تراثها وبعث لغتها ونشرها والتذكير بتاريخها وحضارتها.
واللغة هي روح الوطن والأرض والناس جسده كما يرى المبارك ولا حياة لجسد بلا روح ولا استقلال لوطن بلا لغة معتبرا أن التعريب كان السلاح الذي حارب به الرواد التتريك والتغريب الذي مارسه الاحتلال الأجنبي والذي لم يستطع بفضل جهودهم أن يفرض لغته في سورية.
وبين المبارك ان مجمع اللغة العربية بدمشق الذي تأسس في الثلاثين من تموز 1919 كانت رسالته تتمثل في تدبير أمور اللغة العربية ونشر أدب اللغة وإحياء التراث وترجمة كتب العلوم والصناعات عن اللغات الأجنبية وتأليف ما تحتاج إليه البلاد من كتب بأساليب عصرية كجمع المخطوطات والآثار وطبع الكتب اللغوية والعلمية والتدقيق في الكتب المدرسية ووضع المصطلحات وتعريب لغة الدواوين وإصدار مجلة لنشر أفكار المجمع.
بدوره رأى الدكتور محمود السيد مدير هيئة الموسوعة العربية في محوره أن الأفكار الإصلاحية التي دعا إليها المجمعي سليم الجندي تجلت في الالتفات إلى الطفولة والعناية بها لأن الأطفال هم المستقبل مستشهدا بقوله.. تعهد الطفل بالتهذيب في الصغر .. تجن المحامد منه بعد في الكبر فالطفل كالنبت ان تحسن تعهده .. يزدد نموا ويعطي اطيب الثمر وأشار الى أن عضو المجمع عبد الوهاب حومد جسد هذه الدعوة عملياً عندما سعى إلى إقرار مجانية التعليم الثانوي والمهني ونجح في مسعاه عندما تضمن الدستور السوري الذي أسهم في وضعه في المادة الثامنة والعشرين منه أن التعليم الثانوي والمهني مجاني في مدارس الدولة.
وخلص السيد إلى أن كوكبة من المجمعين أمثال أمجد الطرابلسي وشكري فيصل وسليم الجندي سعوا لدعوة الباحثين الشباب إلى اعتماد إلى النصوص القديمة وتقديم الغذاء الفكري للطلاب مستندا إلى ثروة خلقية وتعزيز الهوية الوطنية والقومية.
كما استعرض السيد آراء هؤلاء المجمعيين في اعتماد المنهج الشمولي والنظرة المتأملة في معالجة القضايا التي تخص اللغة العربية إضافة إلى آراءهم في اسباب التخلف وسبل النهوض بالإصلاح اللغوي.