طرطوس-سانا
تتربع قلعة القليعة أو الشيخ ديب على تلة صخرية بمدينة دريكيش بمحافظة طرطوس شاهدة على التاريخ العريق للمنطقة وتتميز القلعة بموقع استراتيجي جميل يضفي رونقا على المحيط بها يؤهلها لتكون أحد أهم المواقع السياحية في طرطوس.
مدير آثار طرطوس مروان حسن أوضح لنشرة سانا سياحة ومجتمع أن القلعة تتوضع في مكان جميل إلى الشمال الغربي من مدينة دريكيش بنحو 26 كم وتبعد عن طرطوس 65 كم غربا وعن حصن سليمان 5 كم جنوبا.
وأشار حسن إلى أن أهمية هذه القلعة تعود إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي من ناحية وارتفاعها الكبير نحو 100 متر عن مستوى أرضية الوادي المحيط بها من ناحية ثانية ما يجعل منها مرصداً عسكرياً مهماً ومخفراً للتحكم وحتى مسافة طويلة بالدخول والخروج من الوادي الواسع المذكور.
وبين أن القلعة ذات منشأ بركاني بدليل حجارتها فهي عبارة عن كتلة صخرية بركانية ترتفع 976 مترا عن سطح البحر وسط الوادي الفاصل بين جبل النبي صالح في الجنوب الشرقي وجبل النبي متى في الشمال الغربي.
وأشار رئيس دائرة طرطوس إلى أن الدراسات التاريخية تشير إلى أن الرومان احتلوها بعد سقوط حكم زنوبيا ولم يبق منها سوى أجزاء بسيطة موجودة في قمة المخروط الصخري والباقي من السور هو جداران صغيران يغلفان محيط القمة الصخرية من الجهتين الشمالية والجنوبية وهذان الجداران مبنيان بواسطة حجارة بازلتية ومعها بعض الحجارة الكلسية البيضاء من نوع التلعاوي والحجر منحوت بطريقة مستوية والجدار مبني بصورة عمودية بحيث يجعل التسلق عليه صعباً.
وبين أن كلا السورين غير نافذين حيث يظهر بعد بلوغ مستوى أرضية القلعة أنهما قد تهدما وزالا بالكامل.
ولفت حسن إلى أن المباني التي تعود للقلعة صغيرة لا تتجاوز الخمسة وعشرين متراً مربعاً من الأرض الترابية المكسية بالنباتات والأشواك وفيها فتحة غير منتظمة يبدو أنها قد ثقبت منذ مدة ليست طويلة وهي تؤدي إلى غرفة تحت مستوى الأرضية تشير الدلائل إلى أنها غرفة صهريج منحوت في الصخر لتأمين احتياجات شاغلي القلعة من المياه على هذا الارتفاع العالي.
تغريد خضور