الشريط الإخباري

أجمل الأمهات تروي قصة أبطال حامية مشفى الكندي الشهداء بأول مدونة للحرب

دمشق-سانا

أدب جديد يحكي أسطورة خلدها التاريخ ببطولات تعلن بداية تحول الدم إلى كلمة تسجل جزءا من واقع عايشه أبطال الجيش العربي السوري وشهداؤه الأبرار لتقف الحروف في كثير من الأحيان عاجزة عن نقل الحقيقة وعندما ينقلها من عايش هذه البطولات تصبح وثيقة للزمن.

مشهد طبع في ذاكرة السوريين عن 11 كوكبا من أبطال حامية مشفى الكندي بحلب أعدمهم شياطين العصر عام 2013 وباتت صورتهم أيقونة سورية خالصة وهم يتحدون رصاص القتلة بوقفة عز ليست غريبة عن أبناء الشمس.

ونحن اليوم أمام صيغة جديدة لهذا المشهد كتبتها بمداد الحقيقة والتوثيق أم عظيمة لأحد أولئك الشهداء الأبطال السيدة سهيلة العجي لتجيب عن أسئلة السوريين في تلك اللحظة وتحكي قصة استشهاد ابنها بنيان مع رفاق السلاح وما عايشوه في مواجهة أعداء الوطن والإنسان ليكونوا حراسا أوفياء للنور والسلام.

اسميتهم “أيقونة نصر”.. بهذه الكلمة بدأت السيدة سهيلة حديثها لوكالة سانا مؤكدة أنه في كتاب “يوم ارتقى الشهداء” الذي يعد باكورة مدونة الحرب الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب لم تكتب عن بنيان كابن وإنما عن كل شهداء الوطن الذين افتدوا بآلامهم شعب سورية وترابها.

وقالت:”كام فقدت ابني في هذه الحرب الظالمة.. تولدت لدي أسئلة كثيرة كون شهداء مشفى الكندي كذبوا كل الادعاءات الزائفة باسم الدين وإن الموت لا ينهي حياة العظماء الذين يكتبون خلال حياتهم أسطورة البطولة والفداء”.

وتابعت:”عندما شاهدت الصورة لحظة إعدام ابني لم أعرف أي منهم فجميعهم يشبهونه فالشهادة في هذه اللحظة ارتقاء من حالة فردية إلى حالة كونية إنسانية” لافتة إلى أنه في هذا الكتاب لم  تناول الشهيد أو الشهادة من زاوية واقعية أو سردية ولم تكن الأحداث الميدانية ويوميات الشهداء والمحاصرين وإنما فتح باب الأسئلة الوجودية مثل الإنسان ما الغاية من وجوده والحكمة من موته وماذا بعد الموت والأهم هل نعرف الغاية من موتنا وما هو الوطن.

ولا يفوق عشقها لابنها بنيان سوى حبها للوطن فقالت: “اكتب عن بنيان الذي لم يمت كحال كل شهدائنا فقد أسميته وطناً فلا يوجد لدي أغلى من بنيان إلا الوطن الذي قدم روحه لأجله أما شهداؤنا فلم نعرفهم وهم أحياء بيننا لكن بعد استشهادهم عرفهم العالم بتضحياتهم فبطولاتهم خالدة بذاكرتنا”.

وعن سبب قرارها في توثيق أسطورة أبطال مشفى الكندي عبر عمل أدبي قالت: “لم اكتب إلا بعد استشهاد ابني فالألم يولد الإبداع” مشيرة إلى أنه من خلال الكتاب استطاعت أن تجد طريقها وسط ملايين التائهين عن هذه الأرض.

وبينت أم بنيان أن “يوم ارتقى الشهداء” تضمن أحداثاً مثيرة ووقائع عاشتها واختبرتها منها كذب منظمات دولية التي تدعي حرصها على الشعب السوري وهي تخدم أجندات وسياسات الغرب.

وتتوقف السيدة سهيلة عند لحظات خاصة عاشها أبطال الكندي قبل استشهادهم وحوارات بينهم تعكس تجذر حب الأرض في وجدانهم وهم من كل مكوناتها مؤكدة أن ساعة استشهادهم آية من آيات الجلال ترجمت عمق يقينهم بأن الذود عن حياض الوطن آخى بين دمائهم التي امتزجت جميعها مع التراب في تلك اللحظة الخالدة.

ودعت أم بنيان كل أم شهيد إلى أن توثق قصص أبنائها الشهداء فهي الصورة الحقيقة والناطقة باسم الشهيد وأن تزرع الأشجار بأسمائهم وتزين صفحات كتب الطلاب ببطولاتهم وأن ترتقي الثقافة إلى مستوى هذه التضحيات.

ومن المقرر أن يتم يوم غد الساعة السادسة مساء توقيع كتاب “يوم ارتقى الشهداء” في المركز الثقافي العربي بابو رمانة.

رشا محفوض

انظر ايضاً

مشفى الكندي في طرطوس… تشاركية ناجحة لتأمين خدمات علاجية متكاملة