حمص-سانا
تعتبر الموسيقا غذاء الروح فهي تطربنا وتشعرنا بالسعادة والهدوء وتجعلنا نشعر بالاستمتاع بلا حدود.. وفي مدينة حمص انتشرت في السنوات الأخيرة عدة نواد لتعليم الموسيقا ففي كل شارع تجد ناديا لتعليمها.
ويثير افتتاح هذه النوادي تساؤلات حول الهدف منها فهل هدفها الهروب من واقع مرير فرضته الازمة والتعويض عنه باصوات الموسيقا العذبة ام الهدف هو اشاعة جو من البهجة بين ابناء الاحياء ليتذوقوا الموسيقا ويتعلموها فيزداد الحس المرهف لديهم ام أن الهدف هو ربحي لدى البعض.
وحول هذا الموضوع أكد رامي درويش المدرس بكلية التربية الموسيقية بجامعة البعث امين سر فرع نقابة الفنانين بحمص أهمية افتتاح النوادي الموسيقية التي ترفد الكلية بكوادر تمتلك أرضية موسيقية تعليمية جيدة وذلك في حال كان النادي مستوفيا وخاضعا للشروط التي تفرضها الدولة عند افتتاحه من خلال الحصول على الترخيص النظامي ووجود المعلمين المجازين الاختصاصيين لتعليم الموسيقا بشكل علمي ومنهجي مدروس .
ولفت في تصريح لـ سانا الثقافية الى ان النادي الذي يفتتح ولا يراعي الشروط المحددة هو عبارة عن مشروع استثماري هدفه ربحي فقط مؤكدا ان النادي الجيد هو من يثبت جدارته واستمراريته من خلال الكوادر التي يخرجها وانتاجه الذي يقدمه للجمهور.
وقال نحن ككلية التربية الموسيقية على استعداد لتقديم أي مساعدة أو كوادر تخصصية ونشجع افتتاح النوادي التعليمية الجادة الملتزمة بالمعايير الموضوعة ولا نحتاج الى نواد ربحية مشددا على ضرورة وجود جهة مشرفة على عمل تلك النوادي لتكون مثمرة وفاعلة بشكل حقيقي تؤهل المنتسبين إليها بشكل علمي صحيح .
وقالت لبنى سلامة مديرة نادي أولغا الموسيقي انه عند افتتاح النادي منذ اربع سنوات لاقى في البداية استهجانا من الناس وأهالي الحي نتيجة الاوضاع التي كانت سائدة في المدينة إلا انه سرعان ما بدأ توافد الاطفال والشباب الى النادي ففي عامي 2013- 2014 ازداد عدد رواد النادي ليصل الى أكثر من مئة منتسب وخاصة ان هدفنا كان منذ اليوم الاول هو تحقيق جودة التعليم وأعداد كوادر متدربة على ايدي مختصين وخريجي كلية الموسيقا مشيرة الى ان النادي يضم اختصاصات الموسيقا والرسم والاشغال اليدوية.
وتابعت سلامة انه وبعد الانتشار الكبير للنادي والسمعة الجيدة بدأنا باقامة مشاركات تطوعية من خلال عقد حفلات موسيقية فنية في أماكن متفرقة من أحياء المدينة لافتة الى عمليات التحضير الجارية حاليا في النادي لاقامة حفل بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة.
وأوضحت ان النادي أقام مؤخرا دورات مجانية للاطفال المصابين في تفجير مدرسة عكرمة ولابناء الشهداء ايضا، مضيفة ان النادي يعمل بداية كل عام دراسي مع الطلاب الذين يودون دخول كلية الموسيقا او اي معهد موسيقي لاكسابهم الخبرة والتدريب اللازم .
بدوره اشار نضال ايوب مدير معهد صدى الموسيقي الى اهمية النوادي الموسيقية الملتزمة والتي افتتحت من اجل بناء جيل مثقف موسيقيا لما للثقافة من اهمية في حياتنا بشتى فنونها ، لافتا الى انه يتم تدريب الطلاب المشاركين في النادي من قبل أساتذة مختصين وخريجي المعهد العالي للموسيقا أو كلية التربية الموسيقية على مختلف أنواع الآلات الموسيقية ، وتحدث عن سعي النادي الى العمل بشكل اكاديمي وعلمي منهجي يحقق الفائدة التي اقيم من اجلها وليس تحقيق الربح المادي مبينا ان اعمار الاطفال والشباب متفاوتة بالاضافة الى وجود اناس تتجاوز أعمارهم الاربعين عاما يقومون بالتدرب على العزف وتعلم الموسيقا.
مثال جمول