الشريط الإخباري

القهوة المرة تقليد أصيل في السويداء

السويداء-سانا

ترمز القهوة العربية المرة إلى الكرم وحسن الضيافة في المجتمعات العربية وعادة ما تقدم في المناسبات المختلفة سواء الأفراح أو الأحزان أو الأعياد وغيرها.

وفي السويداء تعتبر القهوة المرة سمة من سمات الضيافة والكرم العربي الأصيل, حيث يحرص أهل المحافظة على إعدادها بشكل يومي تقريباً.

ومع كل صباح تنبعث رائحة القهوة “المرة” الزكية من منزل العم أبي جميل حسن زين الدين بعد أن اعتاد على تحضيرها بنفسه بحرص واهتمام بدءاً من تحميصها إلى طحنها وغليها رغم تقدمه بالسن وتجاوزه التسعين عاماً استعداداً لتقديمها للضيوف والزوار ساخنة وبنكهة ومذاق مميزين.

حال العم أبي جميل حال الكثيرين في محافظة السويداء الذين يحرصون على إعداد القهوة العربية “المرة ” باكراً وغالباً قبل الشروع بأي عمل آخر باعتبارها تمثل أحد أصول الضيافة وإكرام الضيف المرتبطة بعادات وتقاليد تراثية أصيلة وراسخة لها خصوصيتها وجماليتها والتي تستوجب بقاءها جاهزة على مدار الساعة.

بدوره اعتاد العم جدعان سلطان الاستيقاظ باكراً لإعداد القهوة قبل الذهاب لعمله في أرضه مفضلاً شراء القهوة الخضراء ليقوم بتحميصها وإعدادها رغم توافر القهوة الجاهزة بالمحال حيث يستمتع بذلك وسط رائحة تحميصها الزكية وغليها مع إضافة حب الهال.

وللقهوة وحب الهال والدلة حكايات وروايات وعبر ينقلها لنا سلطان فهي وسيلة لفك النزاعات بين الناس وتلبية الرغبات حين يتم الامتناع عن شرب فنجان القهوة مقابل مطلب ما لما يحمله من دلالات اجتماعية ومعان لها أهميتها ما جعل منها مشروباً أساسياً له احترامه ومكانته في مختلف المناسبات لذلك يحرص الجميع على اختيار أفضل أصنافها لإعدادها.

وللقهوة ” المرة ” أصناف وأنواع عديدة ومن الناس من يفضل شراءها خضراء وآخرون محمصة ويطحنها بنفسه بالمنزل وآخرون يفضلون الحصول عليها مطحونة اختصاراً للوقت مع التزود بحب الهال الذي يلازم إعداد القهوة ويعطيها مذاقها المميز.

وعن القهوة العربية وارتباطها الوثيق بحياة أبناء السويداء يوضح عضو مجلس إدارة جمعية العاديات بالسويداء المخرج تيسير العباس أن القهوة العربية تعتبر أساساً مهماً من الأسس التي بنيت عليها العادات والتقاليد الموروثة في المجتمع وهي من أول واجبات الضيوف وتكون جاهزة وساخنة على نحو دائم في المضافات.

ولإعداد القهوة المرة وتقديمها آداب وعادات توارثتها الأجيال المتعاقبة وحرصت على اتباعها حسبما يلفت العباس حيث يبدأ إعدادها بتحميصها بالمحماسة التي تشبه الصحن ومصنوعة من الحديد ولها يد طويلة وساعد على شكل ملعقة طويلة لتحريك حبات البن ومن ثم توضع في وعاء خشبي لتبريد حبات القهوة بعد التحميص ليتم دقها بعدها في المهباج لتنعيمها ووضعها وغليها في دلال أو معاميل تصنع من النحاس الأصفر وعددها من ثلاثة إلى خمسة دلال وتكون بأحجام مختلفة لحفظ الخميرة وصب القهوة بفناجين مصنوعة من الخزف الأبيض أو الملون أو الزجاج المزخرف يكون عددها اثنين في يد المضيف وذات شكل واحد لافتاً إلى ظهور أدوات أكثر حداثة حالياً لتحميص وطحن وحفظ وسكب القهوة.

وحسب العادات والتقاليد المتوارثة في آداب تقديم القهوة يجب مسك الدلة أو البراد باليد اليسرى ويقدم الفنجان للضيف باليد اليمنى وعلى صاب القهوة أن يكون واقفاً احتراماً وتكريماً للضيف حيث يقدم الفنجان الأول للأكبر سناً أو شأناً ومنزلة ثم تدار يميناً ثم يساراً حتى نهاية الحضور.

ويشير العباس إلى أن لكل فنجان يتم تقديمه اسماً يحمل معاني ودلالات وعددها غالباً ثلاثة أولها فنجان الهيف الذي يحتسيه المعزب أو المضيف قبل أن يمد القهوة للضيوف ليختبر جودتها وصلاحيتها وليطمئن الضيف بعدم وجود عيب فيها فيما يطلق على الفنجان الثاني الضيف وهو الفنجان الأول الذي يقدم للضيف وهو واجب الضيافة ويجب شربه وإذا امتنع فالسبب صحي وإذا اكتفى من الشرب يرفعه بيده اليمنى ويهزه أما الثالث فهو فنجان الكيف ولا يضير المضيف إن لم يشربه الضيف ويوصف من يشربه أنه صاحب كيف ومعتاد على شرب القهوة.

خزامى القنطار

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency