حلب-سانا
القطاع الزراعي في محافظة حلب بشقيه النباتي والحيواني الذي تعرض لأضرار كبيرة جراء الإرهاب أدت إلى خروج مساحات واسعة من الأراضي بسبب تخريب شبكات جر المياه وقنوات الري خاصة في الريف الشرقي والتهجير القسري للفلاحين من أراضيهم يستعيد عافيته تدريجيا.
الزراعة التي تعد عنصرا مهما وحيويا في الاقتصاد الوطني بدأت بعد أن أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار لحلب منذ ثلاث سنوات في استعادة عافيتها تدريجيا بعودة المساحات المحررة من الأراضي للإنتاج وتأهيل منظومات الري وعودة الفلاحين للعمل بعد توفير مستلزمات الإنتاج.
المهندس نبيه مراد مدير زراعة حلب أوضح في تصريح لمراسل سانا أن المساحات المخططة للزراعة للموسم الحالي تفوق المليون هكتار وبكل المحاصيل كالقمح والشعير والقطن والزراعات الشتوية والخضراوات إضافة إلى الأشجار المثمرة وأهمها الزيتون حيث وصل عدد الأشجار إلى 23 مليون شجرة زيتون وعاد قسم من معاصر الزيتون للعمل بعد إعادة تأهيلها وهي منتشرة في ريفي الباب ومنبج.
وبين مراد أن عودة الأمن والاستقرار للريف الشرقي ساهم بعودة الفلاحين لأراضيهم واستفادتهم من مشاريع الري وبالتالي تم هذا العام تجهيز وزراعة مساحة 60 ألف هكتار من الأراضي المروية وعلى مستوى المحافظة بلغت مساحات القمح البعل والمروي المزروعة 350 ألف هكتار في عشر مناطق زراعية مشيرا إلى أن موسم الأمطار لهذا العام يبشر بالخير وأن المساحات المزروعة بالقمح والشعير تجاوزت 60 بالمئة من الخطة.
وأكد أهمية تأمين مستلزمات الإنتاج من سماد وبذار ومحروقات للمزارعين وتقديم التسهيلات لمن فقد ثبوتيات ملكية الأرض من خلال إجراء الكشف الحسي ومنحه التنظيم الزراعي ليستطيع الحصول على السماد الزراعي عن طريق المصرف والبذار من مؤسسة إكثار البذار كما تقوم وحدات الإرشاد الزراعي البالغ عددها 27 وحدة إرشاد تمت إعادة تأهيلها من أصل 104 وحدات موزعة في أنحاء المحافظة بتقديم الإرشادات الفنية المتعلقة بالقطاعين النباتي والحيواني.
كاميرا سانا جالت على مشاتل إنتاج الغراس التابعة للمديرية والتقت المهندس رياض نعسان رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة حلب الذي تحدث عن عملية إنتاج الغراس الحراجية ليتم توزيعها على المناطق التي تم تدميرها من قبل الإرهاب وتشجير المناطق الموضوعة ضمن خطة وزارة الزراعة لافتا إلى أن خطة هذا العام تضمنت إنتاج 300 ألف غرسة وتم تنفيذها كاملة وتتم الآن عمليات تحريج حرم بحيرة الأسد وإعادة تأهيل المساحات التي تعرضت للحرائق وزراعتها من جديد.
وتحدث المهندس محمد المحمد رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة عن إنتاج الغراس المثمرة في المشتل المصغر الذي تم إنشاؤه عام 2017 حيث تمت زراعة بذور الغراس المثمرة وتطعيمها وهي جاهزة الآن للبيع للمزارعين حيث تم إنتاج ثلاثة أصناف مطعمة وهي اللوز والمشمش والدراق ومن كل صنف تم إنتاج ألف غرسة إضافة لإنتاج غراس التين والرمان لافتا إلى أن خطة العام الحالي تضمنت تفعيل ثلاثة مراكز زراعية لإنتاج الشتول الأول في منطقة حميمة الذي باشر بالإنتاج وفيه الآن 11 ألف غرسة رمان و3 آلاف غرسة تين وألف غرسة توت وأمهات الكرمة والثاني في دير قاق الذي تم تفعيله وزراعة أمهات الكرمة والثالث في كفر انطون في تل عجار لإنتاج الكرمة وسيتم تنفيذ الخطة في العام القادم من الغراس المثمرة والمطعمة في المركز وبحدود عشرة آلاف غرسة مثمرة ومن أمهات الكرمة.
وتحدث المراقب الزراعي خيرو باكير عن الخدمات الحراجية التي يتم تقديمها في المشتل والتي تشمل جميع أنحاء محافظة حلب من غراس السرو والصنوبر والغلاديشيا والشماسي وذلك بجمع البذور وزراعتها ضمن أكياس وتوزيعها على المزارعين.
وجاء تحرير مدينة حلب ودحر التنظيمات الارهابية منها قبل ثلاث سنوات وتحديدا في الثاني والعشرين من شهر كانون الاول للعام 2016 خطوة مهمة لإحباط مشروع خططت له ونفذته أنظمة إقليمية وخليجية تدور في فلك كيان العدو الإسرائيلي وتضع نفسها في خدمة مخططات الولايات المتحدة لتقسيم المنطقة وترسيخ آليات نهبها عبر الصراعات والحروب العدوانية التي تنفذها بالنيابة عنها تنظيمات إرهابية صنعتها في أروقة أجهزة استخباراتها ودعمتها بالمال والسلاح والمرتزقة.
قصي رزوق