برلين-سانا
دعا بيتر نويمان الخبير الالماني في شؤون التطرف والإرهاب السلطات الألمانية لمنع المتطرفين من مغادرة البلاد والالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق.
وطالب نويمان الأستاذ في المركز الدولي للأبحاث حول التطرف والعنف السياسي في معهد كينغز بلندن خلال لقاء مع قناة دويتشه فيله الألمانية بـ تطبيق برامج المساعدة للخروج من دائرة التطرف التي تم تخصيصها للنازيين الجدد على المتطرفين بدعم من الحكومة الألمانية واتخاذ قرار سياسي بهذا الشأن.
وقال نويمان أن هناك مخاوف من أن بعض هؤلاء العائدين قد يقومون بأنشطة إرهابية ويعود السبب وراء ذلك إلى أن الأزمة قد ساهمت في تطرفهم أكثر وقد اكتسبوا مهارات قتالية اضافية مثل صنع القنابل أو استخدام الأسلحة كما أنهم طبعا وخلال إقامتهم في سورية قاموا باقامة وتكوين شبكات.
وحذر الخبير الألماني من تكرار التجربة الافغانية في سورية حيث كانت هناك حركة كبيرة من قبل متطرفين ذهبوا إلى افغانستان للقتال وبعد انتهاء الحرب عاد الكثير منهم إلى دولهم الأصلية فيما فضل آخرون المشاركة في أزمات أخرى بالإضافة إلى تطور آخر وهو ظهور وتشكيل تنظيم القاعدة.
وقال نويمان إذا ما نظرنا إلى أحداث 11 أيلول فإن الأشخاص المسؤولين والمدبرين لتلك العمليات الإرهابية شاركوا في القتال في أفغانستان في الثمانينات ومسيرة أسامة بن لادن الإرهابية بدأت كمقاتل أجنبي.
وأوضح الخبير انه من المهم القيام بأعمال وقائية وهذا لا يحدث حاليا بشكل كاف لجعل السفر إلى سورية أمرا أقل جاذبية معتبرا ان هذه مهمة صعبة إلا انه يمكن الاستفادة من بعض الحالات وإشهارها اذ ان الكثيرين من الشبان يرفضون الذهاب الى سورية او العراق ولايقبلون الدعاية التي تطلب منهم ذلك لانهم يعلمون مسبقا أنهم سيقاتلون أشقاء وليس صحيحا أنهم يذهبون لقتال من يقول لهم دعاة التجنيد انهم “أنظمة كافرة” مشيرا الى انه سمع هذا الكلام من مقاتلين أجانب تحدث معهم.
ودعا الخبير لنشر هذه المعطيات كي يعرفها الجميع وإشهار حقيقة مفادها أن السوريين يرفضون التواجد الأجنبي في بلادهم ولا يكنون للمقاتلين الأجانب سوى مشاعر سلبية.
وحذر الخبير من خطورة الارهابيين العائدين من سورية وخاصة أولئك الذين يريدون القيام بأعمال إرهابية بعد عودتهم إلى ألمانيا داعيا لحماية المجتمع منهم وملاحقتهم قضائيا والزج بهم في السجن.
وحث الخبير أجهزة الأمن في كل الدول الأوروبية على تطوير طرق تساعدها على معرفة توجهات العائدين وإعداد برامج للتعامل معهم حسب كل حالة وترك المجال للقائمين على برامج مكافحة التطرف لوضع البرامج وملاءمتها لمتطلبات العائدين من سورية.
وتاتي هذه التحذيرات عقب نشر معلومات رسمية المانية عن مغادرة نحو 550 متطرفا المانيا للالتحاق بتنظيم “داعش” في سورية والعراق.